إلى أن قال: مشهورٌ ضابط، ثقة مأمون، غير أن أيامه طالت، فاختلّ حِفْظه، ولحقه الوَهَم، وقَلَّ مَنْ ضبط عنه في أخريات أيامه، روى عنه القراءة أيام ضبطه شيخُنا أبو الفتح فارس، وخلق.
قلت: أخبر أبو أحمد أن مولده سنة ست أو خمس وتسعين ومئتين، وزعم أنه سمع من أبي العلاء الكوفي، وعبد الله بن المعتز، ويموت بن المزرِّع، حتى ادعى أنه قرأ على محمد بن يحيى الكسائي، ولم يَلْق هؤلاء.
وزعم أنه قرأ على الأُشناني، وقد أدركه وهو ابن إحدى عشرة سنة، فالعُهدة عليه.
قال الحافظ الصوري: قال لي أبو القاسم العُنَّابي: كنا يومًا عند أبي أحمد، فحدَّثنا عن أبي العلاء الوكيعي، فأخبرتُ الحافظ عبد الغني، فاستعظمه وقال: سَلْه متى لقيه؟ فرجعت إليه فقال: سمعت منه بمكة سنة ثلاث مئة، فأتيت عبد الغني فأخبرته فقال: مات أبو العلاء عندنا في أول سنة ثلاث مئة.
ثم عبرتُ بعد مدة مع عبد الغني، وأبو أحمد السامري قاعدٌ يقرئ، فقلت: ألَّا تسلِّم عليه؟! فقال: لا أسلِّم على من يكذبُ في حديث رسول الله ﷺ.
وقال الصوري: ذكر أنه قرأ على الكسائي الصغير، فبلغني أنه كُتِب في ذلك إلى بغداد يسألون عن وفاة الكسائي، فكان الأمر في ذلك بعيدًا.
قلت: لأنه مات قبل مولد أبي أحمد، وكان قد أسند أبو أحمد ذلك إلى فارس بن أحمد بحقِّ قراءتِهِ عن ابن مجاهد، عن الكسائي الصغير.
وهذه أمور توهِنُ الشخص، وقد سقت أخباره في "طبقات القراء" وقد اعتمده الداني في "التيسير" وغيره، انتهى.