عَمِي كان ابنه أبو مَعْمَر يقعد تحته بدرجة وبيده كتابٌ فيقول: حديثُ كذا، فيقول من حفظه حتى يأتي على المجلس.
ولقد قام أبو تمام الزَّينبي فقال له: للّه دَرّك، ما رأيت مثلَكَ، إلَّا أن يكون إبراهيمَ الحربي، فقال أبو بكر: كلُّ ما كان يحفظ إبراهيمُ فأنا أحفظه، وأنا أعرف الطبَّ والنجومَ، وما كان يعرف، رواها أبو ذر، عن ابن شاهين.
أخبرنا أبو المعالي القرافي، أخبرنا أكمل بن أبي الأزهر، أخبرنا سعيد بن البنا (١)، أخبرنا محمد بن محمد الهاشمي، أخبرنا محمد بن عمر الوراق من أصله: حدثنا عبد اللّه بن أبي داود، حدثنا عيسى بن حماد، حدثنا الليث، عن سعيد المقبُري، عن أبيه، عن أبي هريرة ﵁، عن رسول الله ﷺ قال:"إن في الجنة شجرةً يسير الراكب في ظِلِّها مئة سنة … ". أخرجه مسلم والنَّسائي عن قتيبة، عن الليث.
مات أبو بكر في آخر سنة ٣١٦. وصلى عليه زُهاء ثلاث مئة ألف نَفْس، وصلَّوا عليه ثمانين مرة، وخلَّف ثمانية أولاد، وإنما ذكرته لأنزِّهه، انتهى.
وقال الخليلي: حافظٌ، إمامُ وقته، عالم متَّفق عليه، احتج به من صنف الصحيحَ: أبو علي النيسابوري، وابنُ حمزة الأصبهاني.
وكان يقال: أئمة ثلاثة في زمن واحد: ابنُ أبي داود، وابنُ خزيمة، وابنُ أبي حاتم.
(١) في حاشية ص: قال شيخنا: أخبرناه علي بن محمد الخطيب، عن سليمان بن حمزة وعيسى بن عبد الرحمن، أخبرنا عبد اللّه بن عمر البكري، أخبرنا سعيد مثله سواء.