قال ابن مَسْدِي في "معجمه": ذكر أنه لقي أبا النجيب السُّهْرَوَرْدي بالرَّي، وأنه سمع منه "الرسالة" بسماعه من أبي القاسم القُشَيري، وأنه سمع بهمذان من عفيفةَ امرأةٍ زعم أنه قرأ عليها "حلية الأولياء" تفردت به عن أحمد بن سعيد القاشاني، عن أبي نعيم.
وقدم علينا غَرْناطة سنة ٦٠٧، فسمعوا منه، وسمعتُ منه، وكان يقول: مولدي بالموصل على رأس الثلاثين وخمس مئة، وقد ذكر لي بعضُ المصريين أنه من أهل دِمياط، وكذلك أبوه.
ومن عجائب تركيباته أنه حدَّث بـ "الجمع بين الصحيحين" للحُمَيدي، عن أبي الوَقْت عبدِ الأول، وزعم أنه لقيه بمكة، وهذا كذبٌ صُرَاح، ما دخل أبو الوقت مكةَ.
قال: وأعجبُ من هذا، أن عليَّ بن أحمد الكوفي، كان قد سمع من السِّلفي، ودخل الأندلسُ، وسمع من ابن بَشْكُوال، وخَرَّج "أربعين مُسَلْسَلات"، ثم قصد الدولة، وقَدَّم خَتْمَه بخطِّ أبي عبد الله السُّوسي القائم بالدولة، فقيل له: من أين لك هذه؟ قال: إني تزوجت بمصر بنتَ بنتِهِ، فكأنهم أظهروا له القبولَ، وولَّوه قضاء مالَقَة، وقصدها، فلما حَلَّ بسَبْتة ليركب البحرَ إلى مالَقَة، احتاط به متولِّي سَبْتَة، وجعله في مَرْكَب، ونفَّذه إلى الإسكندرية، فسمع منه أبو البركات الواعظ "أربعينَه" وكتبها.
فوقفتُ على الأصل الذي فيه سماعُه منه، فلما غَرَّب أبو البركات، أسقط ذكر مؤلِّفها الكوفي، وادَّعاها لنفسه، وبها افتَضَح بالأندلس، فإنه حدَّث فيها عن مشايخ الأندلس.
وحدَّث بـ "غريب الحديث" لأبي عبيد، عن أبي عبد الله بن المُتْقِنَة، عن أبي منصور الرَّزَّاز، عن نافع الخراساني، عن معالي بن عدي، عن أبي عبيد.