للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ترجم له الخطيبُ، وابن عساكر، وقيل: إن اسمَه كان أولًا إبراهيم بن عثمان بن يسار بن سيدوس، وأنه غيَّر اسمه ونَسَبه عمدًا، وكان لما تأمَّر، ادَّعى أنه عبدُ الرحمن بن مسلم بن سَلِيط بن عبد الله بن عباس، وكان سليطُ ابنَ أَمَةٍ لعبد الله بن عباس، ادَّعى بعد موته على عليّ بن عبد الله أنه أخوه، وقصته طويلة ذكرها المدائني.

وروى أبو مسلم، عن عكرمة مولى ابن عباس (١)، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وابنه إبراهيم الإِمام، وثابت البُناني، وعبد الرحمن بن حَرْملة، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن مُنِيب، وعبد الله بن المبارك (٢)، وإبراهيم الصائغ، وعبد الله بن شُبْرُمة، وآخرون

وأخرج الخطيبُ من طريق مصعب بن بشر، سمعت أبي يقول: قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطُب، فقال له: ما هذا السَّواد الذي أرى عليك؟ قال: حدثني أبو الزبير، عن جابر: "أن النبي دخل مكةَ يوم الفَتْح وعليه عِمامةٌ سوداء". وهذه ثيابُ الهيبة، وشِعار الدولة، يا غلامُ اضرب عُنُقه.

وأخرج الحاكم من طريق حفص بن حميد قال: قيل لابن المبارك: أيّما خير، الحجاجُ أو أبو مسلم؟ فقال: لا أقول أبو مسلم خير من أحد، ولكن الحجَّاجَ شرّ منه.

وذكر الخطيب أن أولَ ظهور أبي مسلم كان في سنة ١٢٧، وكان قَتْلُه بأمر المنصور في شعبان من السنة المتقدّم ذكرها، وقيل: قتل سنة أربعين.


(١) قال الذهبي في "سير إعلام النبلاء": إن أبا مسلم لم يدرك عكرمة، فالسند منقطع.
(٢) قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" أيضًا: إن ابن المبارك رآه، ولم يدرك الرواية عنه، يعني لم يسمع منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>