للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الحافظ: كان خَرَّج مثالب الشيخين، وكان رافِضِيًا.

وقال عبدان: قلت لابن خِراش حديث: "لا نُورِّث ما تركنا صدقةٌ" قال: باطل، قلت: من تَتَّهِمُه؟ قال: مالك بن أوس.

قلت: لعل هذا بدا منه وهو شابّ، فإني رأيتُه ذكر مالك بن أوس [بن الحَدَثان] (١) في "تاريخه" فقال: ثقة.

قال عبدان: وحَمَل ابنُ خِرَاش إلى بُنْدَارٍ عندنا جُزْءَين صنَّفهما في "مثالب الشيخين" فأجازه بألفي درهم.

قلت: هذا والله هو الشيخ المُعَثَّر الذي ضَلَّ سعيُه، فإنه كان حافظَ زمانه، وله الرِّحلة الواسعة، والاطلاع الكثير، والإِحاطة، وبعد هذا، فما انتَفَع بعلمه، فلا عَتْب على حمير الرافضة، وحَوَاتِر جِزِّينَ ومَشْغرا (٢).

وقد سمع ابنُ خِراش من الفلّاس وأقرانه بالعراق، ومن عبد الله بن عمران العابدي وطبقته بالمدينة، ومن الذُّهلي وبَابَتِهِ بخراسان، ومن أبي التَّقِي اليَزَني بالشام، ومن يونس بن عبد الأعلى وأقرانه بمصر. وعنه ابن عُقدة، وأبو سهل القطان.

وقال أبو بكر بن حمدان المروزي: سمعت ابن خِراش يقول: شربتُ بَوْلي في هذا الشان خمسَ مرات.

وقال ابن عدي: سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمد يقول: ما رأيت


(١) زيادة من ط.
(٢) جِزِّين ومَشْغَرَا: قريتان من قرى دمشق، كان أهلهما مشهورين بالرَّفض. والحَوَاتر جمع حَوْتَري، وهو لفظ عاميّ دارج في بلادنا بلاد الشام بلد الحافظ الذهبي، ومعناه: الجاهل الأزعر الطائش.

<<  <  ج: ص:  >  >>