روى عنه أبو القاسم ابن السمرقندي، وأبو غالب بن البناء، وأبو بكر الأنصاري، وابن الأنْماطي، وأبو سعد البغدادي، وآخرون.
قال ابن السمعاني: كان أحد المعمَّرين، جمع "التفسير الكبير" الذي لم يُرَ في التفاسير أكبرُ منه، ولا أجمعُ للفوائد، لولا أنه مزجه بكلام المعتزلة، وبَيَّن فيها معتَقَده، أقام بمصر سنين، وحصل أحمالًا من الكتب، وكان داعية إلى الاعتزال.
وقال ابن عساكر: سكن طرابُلُس، ثم عاد إلى بغداد، وكان يقول: دِمَشق بَلَدُ النَّصْب، وكان إذا استأذن على نظام المُلْك، يقول: استأذنوا لأبي القاسم القَزْويني المعتزلي. وكان طويلَ اللسان، تارة بعلمٍ، وتارة بسَفَه، ولم يكن محقِّقًا إلا في التفسير.
وقال محمد بن عبد الملك الهَمَذاني: أهدى أبو يوسفَ لنظام الملك أشياء ما لأحدٍ مثلُها، فذكر كتبًا، ومنها: عهدُ القاضي عبد الجبار بن أحمد بالقضاء، بخط الصاحب ابن عَبّاد، وإنشائه، وهو سبع مئة سطر، كل سطر في ورقةٍ سَمَرقندي، وله غلاف آبِنُوس، يُطبَق كالأسْطوانة الغليظة.
وكان أبو يوسف زيديَّ المذهب، وَسُئل عنه المؤتَمَن الساجي فقال: قطعته رأسًا لِمَا كان يتظاهر به.
وقال ابن عساكر: سمعت مَنْ يحكي أن ابن البَرَّاج من متكلِّمي الرافضة قال له: ما تقول في الشَّيخين؟ فقال: سَفِلَتان، ساقِطان، فقال: مَنْ تعني؟ قال: أنا وأنتَ.
وقال ابن سُكَرة: كان عنده "جزءٌ" ضخمٌ من حديث أبي حاتم الرازي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، في غاية العُلُو، فكنت أودّ لو كان عند غيره، لِمَا يشقّ علي من أخذي عنه، فقرأتُ عليه بعضه، وكان يرويه عن القاضي