للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَفَرات كثيرة، دخل إلى نَيْسابور وغيرها، ثم دخل إلى الأَنْدَلُس، وقدم إلى إشبيلية.

قال ابن العديم: ناظر ابنَ دِحْيَةَ مرة، فشكاه إلى الكامل، فأَمَر به فضُرب وعُزِّر على جَمَل ونُفِي.

وقال أبو القاسم بن عساكر الصغير: كان يشتغل في كل علم، والغالبُ عليه فسادُ الذهن، وكان متسمِّحًا فيما ينقله ويَرويه، وكان قدومه دِمشْقَ سنة ثلاث وست مئة، فانتسب مازِنيًا، ثم انتسب غَسّانيًا، وورَدَتْ معه إجازةٌ، مَنْ وقف عليها عَرَف ما ذكرتُه عنه من التخليط، ويقال: إن الحامل له على تَطْواف البلاد طلبُ حشيشة الكيمياء. ووصفه مُكْرَم بن علي الأنصاريُّ بالحفظ.

وقال ابن مَسْدِي (١): كانت له وكالاتٌ بالإِجازة من شيوخ وكَّلوه على الإِذن لمن يريد الرواية عنهم، فكَتَب لي بالإِجازة عنه وعن مُوكّليه في سنة ثلاث وست مئة. وذَكَر قصةَ مِحْنته مع الكامل، وأنه لما طِيْفَ به اجتازوا به على بيت ابن دِحْية، فخرج وألقى ثَوبه عليه، وكلم فيه الكاملَ فأمر بإخراجه من البلاد، ثم مات غريبًا في بلاد العجم.

قال: وأنا أبرأ إلى الله من عُهدتِه. قال: وكانت وفاته في حُدود العشرين وست مئة، وكان ينتحل مذهبَ ابن حَزْم كابن دِحْية في انتحاله مذهب الظاهر في الجملة.

وذَكَر ابن الأبّار عن ابنِ حَوْط الله: أنه لم يرحل إلَّا بعد موت المشايخ، لأن طَلَبه كان بعد الكِبَرِ، وتبرَّأ ابنُ الأبّار من عُهدته في باب الرواية، والله أعلم.


(١) مَسْدي: بفتح الميم وسكون المهملة وكسر الدال المهملة وياء ويقال: مُسْدٍ، بالضم والتنوين. انظر "تذكرة الحفاظ" ٤: ١٤٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>