وقد قال الدارقطني في "غرائب مالك" في روايته عن أبي الزناد - بعد فراغ أحاديث مالك، عن أبي الزناد، عن سعيد بن المسيب، في قصة -: ويُروى عن مالك، عن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: حديثان منكران باطلان … فذكر ما سيأتي في ترجمة علي بن أحمد الكعبي [٥٣٠٠] إلى أن قال: وهذا كذبٌ على مالك، والحمل فيه على أبي غَزِيَّة، والمتَّهم به هو، أو مَنْ حدّث عنه، وعبد الوهاب بن موسى ليسَ به بأس.
وأخرج ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق عُمر بن الربيع الزاهد، حدثنا علي بن أيوب الكعبي (١)، حدثني محمد بن يحيى أبو غَزِيَّة الزهري، عن عبد الوهاب … فذكر الحديث مطوَّلًا، ثم ساقه من طريق آخر فيه محمد بن الحسن النقاش المفسّر قال: حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا محمد بن يحيى، عن عبد الوهاب.
ثم قال ابن الجوزي: النقَّاشُ ليس بثقة، وأحمد بن يحيى ومحمد بن يحيى، مجهولان.
وأما قوله: عليّ بن أيوب الكعبي، فوافقه عليه ابنُ عساكر، لَمّا أخرج هذا الحديث بطوله، كما سيأتي في ترجمة عمر بن الربيع [٥٦١٨] وسمى الدارقطني أباه أحمد.
وأما محمد بن يحيى فليس بمجهول، بل هو معروف، له ترجمة جيّدة في "تاريخ مصر" لأبي سعيد بن يونس. ورماه الدارقطنيّ بالوضع، وهو أبو غَزِيَّة محمد بن يحيى الزهري، وسيأتي ذكره في موضعه [٧٥٣٩].
وأما أحمد بن يحيى، فلم يَظْهر من سَند النقَّاش ما يتميز به. وفي طبقته جماعة كل منهم أحمد بن يحيى، أقربُهم إلى هذا السَّند أحمد بن يحيى بن زُكير، فإنه مصري، وعليّ الكعبي مصري كما قال الدارقطني.
(١) في ص كتب فوق (أيُّوب): كذا. وسيأتي الكلام عليه بعد قليل.