قال: وكان أبوه يخدُم المَرِستان، ويعرف بفُرَيج، وكانت أم هذا تعرف بالمارِسْتَانية، فعَمَد عبيد الله إلى أبيه، فكنّاه أبا الفرج.
قال: وطلب هذا الحديث، وجمع الكتب، وادّعى الحفظ وسَعَة الرواية والنقل عمن لم يدركه، فانطلقت ألسُن الناس بجرحه وتكذيبه وإساءة القول فيه، وكانت فيه من الجرأة والقُحَّة والإقدام ما لا يوصف.
وبلغني أن ابن الجوزي بلغه أنه روى عن شيخ من أهل بغدادَ قديم، فاحضره وسأله، فادّعى السماع منه، فسأله عن مولده، فأخبره به، فإذا به قد وُلد بعد موت ذلك الشيخ، فظهر كَذِبه.
قال: وسَمَّع لنفسه في "جُزء" من حديث الأقساسي، كان أبو الفضل الأُرْمَوي يرويه، فكتب تميم البَنْدَنيجي في هامش الطبقة: كَذَب هذا الناقلُ، فَعَل الله به وصَنَع، لم يَلْق الأرْمَوي.
قال: وقد سمع الكثير من شهدة وطبقتها، وأما ما يدّعيه من قبلهم، فليس بصحيح. قال: وقد نظر في أوقاف المَرِستان العَضُدي، فلم تحمد سيرته.
قال: وكان خرج في آخر عمره إلى تَفْلِيس، فحدّث بإربِل، والموصل، وغيرهما.
قال ابن النجار: رأيته مرارًا، ولم أسمع منه. ونقلتُ من خطه كثيرًا في التاريخ، ولست أثق به، ولا أعتمد عليه.
وكان يذكر لنفسه نسبًا إلى أبي بكر الصديق. ورأيتُ المشايخ الثقات من أصحاب الحديث وغيرهم يُنكرون ذلك، ويقولون: إن أباه كان يعرف بفُرَيج، وأنه سُئل عن نسبه فلم يعرفه، وأنكر ذلك، وادّعى لأبيه سماعًا من قاضي المَرِستان، وهو باطل.
وكان تفقّه على مذهب أحمد، وسمع كثيرًا، ولم يقنع بذلك حتى ادعى