للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فكان ليلةً عند امرأته، وأمُّه وحدَها، فسلَّم عليها مسلِّم فردّت عليه السلام، فقال: هل من مَبِيت؟ قالت: نعم، قال: فهل من عَشاء؟ قالت: نعم، قال: فهل من محدِّث؟ قالت: نعم، أرسِلْ إلى ابني فيحدّثكم، قال: فما هذه الخَشْفة التي نسمعها في دارك؟ قالت: هذه إبل وغنم، قال أحدهما لصاحبه: أعط متمنِّيًا ما تمنَّى، قال: فأصبحَتْ وقد مُلئت دارُها إبلًا وغنمًا.

قال: فرأت ابنَها خبيثَ النَّفْس، فقالت: ما شأنك؟ لعلّ امرأتك كلَّمْتك أن تحوّلها إلى منزلي؟ قال: نعم، قالت: فحوِّلْني إلى منزلها، ففعل.

قال: فلبثا حِينًا، ثم إنهما جاءا إلى امرأته والرجُل عند أمه، قال: فسلم مسلِّم، فردت السلام، قال: هل من مَبِيت؟ قالت: لا، قال: فهل من عَشاء؟ قالت: لا، قال: فهل من إنسان يحدّثنا؟ قالت: لا، قال: فما هذه الخَشْفَة التي نسمعها في دارك؟ قالت: هذه السِّباع، فقال أحدهما لصاحبه: أعط متمنِّيًا ما تمنَّى وإن كان شَرًّا، فمُلئت دارُها سِباعًا، فأصبحَتْ قد أكلَتْها".

قال ابن حبان: حدثناه محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم بِنَسا، حدثنا محمد بن موسى، حدثنا عاصم بن علي بن عاصم، حدثنا عثمان بن معاوية، حدثنا ثابتٌ.

قلت: وفي "مسند أحمد" عن أبي النضر، حدثنا أبو عَقيل الثقفي عبد الله بن عَقيل، حدثنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: "حدَّث رسول الله حديثًا، فقالَتْ امرأة من نسائه: كأنه حديث خُرافة، فقال: أتدرين ما خُرافة؟ إنه رجل من عُذْرة، أخذته الجن في الجاهلية، فمكث بينهم دهرًا، ثم رَدُّوه إلى الإِنس، فكان يحدّث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خُرافة"، انتهى.

وهذا الحديث الذي أنكره ابن حبان على هذا الشيخ قد أورده ابن عدي

<<  <  ج: ص:  >  >>