للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العقيلي: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا علوان بن داود، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف (١)، عن أبيه قال: دخلتُ على أبي بكر أعودُه، فاستوى جالسًا، فقلت: أصبحتَ بحمد الله بارئًا، فقال: أما إني على ما تَرَى بي وجعلَتْ لي معشرَ المهاجرين شُغْلًا مع وَجَعي، جعلت لكم عهدًا من بعدي، واخترت لكم خيرَكم في نفسي، فكلكم من ذلك وَرِمَ أنفُه رجاء أن يكون الأمر له.

ورأيتم الدنيا قد أقبلت، ولَمَّا تُقبِل، وهي جائية، فتتّخذون سُتُور الحرير، ونَضَائدَ الدِّيباج، وتَأْلَمون ضجائعَ الصوف الأَذَرِي (٢)، حتى كأنّ أحدكم على حَسَك السَّعْدان.

والله لأَن يقدَّم أحدُكم فتضرب عنقه في غير حَدّ، خيرٌ له من أن يسبح في غَمْرة الدنيا، وأنتم أول ضالّ بالناس، تصفقون بهم عن الطريق يمينًا وشمالًا، يا هاديَ الطريق جُزْ، إنما هو الفَجْر أو البحر.

فقال له عبد الرحمن: لا تكثر على ما بِكَ، فوالله ما أردتَ إلَّا الخير، وما الناس إلَّا رجلان: رجل رأى ما رأيتَ، أو رجل رأى غير ذلك، فإنما يشير عليك برأيه، فسكت.

ثم قال عبد الرحمن له: ما أرى بك بأسًا والحمد لله، فلا تأس على الدنيا، فوالله إنْ علمناك إلَّا كنت صالحًا مُصْلحًا، فقال: إني لا آسى على شيء إلَّا على ثلاثٍ وَدِدْت أني لم أفعَلْهن.


(١) في "ضعفاء" العقيلي: عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه … وهكذا كانت العبارة في أص ل ثم ضرب في ص على حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف.
(٢) هكذا في ص ل بفتح الهمزة والذال المعجمة، وكسر الراء. وفي "الميزان": الأَذْرَبيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>