للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حينِ من غير أن يَفْنِيَها، وجوَّز أن يجتمع المسلمون على الخطأ، وأن النبي لم يختصّ بأنه بُعِث إلى الناس كافة، بل كل نبي قبله بِعْثَتُه كانت إلى جميع الخلق، لأن معجزة النبي تبلغ آفاق الأرض، فيجب على كل مَنْ سمعها تصديقهُ واتباعُه.

وأن جميع كنايات الطلاق لا يقع بها طلاق، سواءٌ نوى أَمْ لم ينو، وأن النوم لا يَنْقُض الوضوء، وأن السبب في إطباق الناس على وجوب الوضوء على النائم: أنَّ العادةَ جرت أنَّ نائمَ الليل إذا قام بادرَ إلى التخلّي، وربما كان بعَيْنَيْهِ رَمَصٌ، فلما رأوا أوائلَهم إذا انتبهوا توضّؤوا، ظنوا أن ذلك لأجل النوم.

وعاب على أبي بكرٍ وعمرَ وعلي وابن مسعود: الفتوى بالرأي، مع ثبوت النقل عنهم في ذمّ القول بالرأي.

وقال عبدُ الجبار المعتزلي في "طبقات المعتزلة": كان أُمِّيًا لا يَكتُب.

وقال أبو العباس بن القاص في "كتاب الانتصار": كان أشدَّ الناس إزْراءً على أهل الحديث، وهو القائل:

زَوَامِلُ للأسفار لا عِلْمَ عندهم … بما تحتوي إلَّا كعِلمِ الأباعِرِ (١)

مات في خلافة المعتصم سنة بضع وعشرين ومئتين (٢)، وهو سكران (٣).


(١) أورد هذا البيت ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث " ١٠ على النحو التالي:
زوامل للأشعار لا علم عندهم … بجيّدها إلَّا كعلم الأباعر
وذكر بعده بيتًا آخر وهو:
لعمرك ما يدري البعير إذا غدا … بأحماله أو راح ما في الغرائر
وجاء في التعليق عليهما: أنهما لمروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة، هجا بهما قومًا من رواة الشعر.
(٢) في ك: "سنة ٢٢١".
(٣) جملة "وهو سكران" من حاشية ص ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>