للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زعم أن القرآن بُدّل، أو زِيْد فيه، أو نُقِص منه، قال: وكذا كان صاحباه أبو القاسم الرازي، وأبو يعلى الطوسي. وكان مولده في رجب سنة ٥٥.

قال ابن أبي طَيّ: هو أول من جعل دارَه دار العلم، وقرّرها للمناظرة، ويقال: إنه أفتى ولم يبلغ العشرين، وكان قد حصل على رياسة الدنيا، والعلمِ مع العمل الكثير في السِّرّ، والمواظبة على تلاوة القرآن، وقيام الليل، وإفادة العلم.

وكان لا يُؤْثر على العلم شيئًا، مع البلاغة وفصاحة اللهجة، وكان أخذ العلوم عن الشيخ المفيد.

وزعم المفيد: أنه رأى فاطمةَ الزهراء ليلةً ناولَتْه صَبِيَّين فقالت له: خذ ابنيَّ هذين فعلمهما، فلما استيقظ، وافاه الشريف أبو أحمد ومعه ولداه الرَّضِيُّ والمرتضى، فقال له: خذهما إليك وعلِّمهما، فبكى وذكر القصة.

وذكر أبو جعفر الطوسي له من التصانيف: "الشافي في الإِمامة" خمس مجلدات و "الملخّص والمدَّخر" في الأصول (١)، و "تنزيه الأنبياء" و"الدرر" و "الغُرَر" و"مسائل الخلاف" و"الانتصار لما انفردت به الإِمامية" وكتاب "المسائل" كبير جدًّا، وكتاب "الرد على ابن جِنِّي في شرح ديوان المتنبيّ"، وسَرَد أشياء كثيرة.

ويقال: إن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي كان يصفه بالفضل، حتى نقل عنه أنه قال: كان الشريف المرتضى ثابت الجَأْش، ينطق بلسان المعرفة، ويورد الكلمة المسدَّدة، فتمرُق مُرُوق السَّهم من الرَّمِيَّة، ما أصاب أصمى وما أخطأ أشوى.

إذا شَرَع الناسُ الكلامَ رأيتَه … له جانبٌ منه وللناس جانبُ


(١) في "فهرست الطوسي" و"معجم الأدباء": الملخَّص والذخيرة في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>