قلت: لعل كلامَهم فيه من جهة دخوله في أعمال السلطان. وحكى حمزةُ بن محمد الكِنَاني، أن عبدان بن أحمد الجواليقي كان يعظّمه.
وقال مسلمة بن قاسم: يعرف بعَلِيَّك، وكان ثقةً، عالمًا بالحديث، حدّثني عنه غير واحد.
وقال أبو أحمد بن عدي: قال لي الهيثم الدوري: كان يسمع الحديث مع رجاء غلام المتوكل، وكان مَنْ أراد أن يأذن له أذن له، ومن أراد أن يمنعه منعه. قال: وسمعت أحمد بن نصر يقول: سألت عنه أبا عبد اللّه بن أبي خيثمة فقال: عشت إلى زمانٍ أُسْأل عن مثله.
وقال عبد الغني بن سعيد: كان أبو نصر الباوَرْدي يدلِّسه فيقول: حدثنا عبيد بن سعيد، وهو إنما سماه عبدَ الرحمن بن أبي علي.
وقال حمزة بن يوسف: سألت الدارقطني عنه فقال: ليس في حديثه بذاك، وسمعت بمصر أنه كان واليَ قرية، وكان يطالبهم بالخَرَاج، فما يعطونه، فجمع الخنازيرَ في المسجد.
فقلت: كيف هو في الحديث؟ قال: حدّث بأحاديث لم يتابع عليها. ثم قال: في نَفْسي منه، وقد تكلّم فيه أصحابنا بمصر، وأشار بيده وقال: هو كذا وكذا، ونَفَض يده يقول: ليس بثقة.
وقال ابن يونس في "تاريخه": تكلَّموا فيه، وكان من المحدّثين الأجلاد، وكان يصحب السلطان، ويلي بعض العَمَالات.