وسمع جَرَّارًا يقول: أين مَنْ حَلَف أن لا يُغْبَن؟ فقال له: كأنك تريد أن يَحْنَث.
وقال الخالع: دخل رجلٌ شَعِثٌ سنة ست وأربعين، وعليه مرقّعة، معه سَطِيحة ورَكْوة، ومعه عُكّاز، فسلَّم وقال بصوت مرتفع: أنا رسول فاطمة الزهراء، فقالوا له: مرحبًا وأهلًا، فقال: رأيت مولاتنا في النوم، فقالت لي: امض إلى بغداد، واطلب أحمد المزوِّق الناسخ، وقل له: نُحْ على ابني بشعر الناشي الذي يقول فيه:
بني أحمدٍ قلبي لكم يتقطَّعُ … بمثل مُصابي فيكمُ ليس يُسْمَعُ
فسمعه الناشي وكان حاضرًا، فلَطَم لَطْمًا عظيمًا على وجهه، وتبعه الناس، فناحوا بهذه القصيدة إلى الظُّهر، وجَهَدوا بالرجل أن يقبل شيئًا فامتنع، ومن هذه القصيدة قوله:
كأنّ رسول اللّه أوصى بقتلكُمْ … فأجسامُكم في كلِّ أرضٍ توزَّعُ
وقال الخالع: رأيت عبد العزيز الشَّطْرَنجي في النوم، وكان يكثر زيارة مشهد الحسين فقال لي: أريد أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فإننا قد نُحنا بها البارحة في المشهد. قال: وأولها: