للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمع جَرَّارًا يقول: أين مَنْ حَلَف أن لا يُغْبَن؟ فقال له: كأنك تريد أن يَحْنَث.

وقال الخالع: دخل رجلٌ شَعِثٌ سنة ست وأربعين، وعليه مرقّعة، معه سَطِيحة ورَكْوة، ومعه عُكّاز، فسلَّم وقال بصوت مرتفع: أنا رسول فاطمة الزهراء، فقالوا له: مرحبًا وأهلًا، فقال: رأيت مولاتنا في النوم، فقالت لي: امض إلى بغداد، واطلب أحمد المزوِّق الناسخ، وقل له: نُحْ على ابني بشعر الناشي الذي يقول فيه:

بني أحمدٍ قلبي لكم يتقطَّعُ … بمثل مُصابي فيكمُ ليس يُسْمَعُ

فسمعه الناشي وكان حاضرًا، فلَطَم لَطْمًا عظيمًا على وجهه، وتبعه الناس، فناحوا بهذه القصيدة إلى الظُّهر، وجَهَدوا بالرجل أن يقبل شيئًا فامتنع، ومن هذه القصيدة قوله:

عجبتُ لكم تَفْنَون قَتْلًا بسيفكم … ويَسْطُو عليكم مَنْ لكم كانَ يخضَعُ

كأنّ رسول اللّه أوصى بقتلكُمْ … فأجسامُكم في كلِّ أرضٍ توزَّعُ

وقال الخالع: رأيت عبد العزيز الشَّطْرَنجي في النوم، وكان يكثر زيارة مشهد الحسين فقال لي: أريد أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فإننا قد نُحنا بها البارحة في المشهد. قال: وأولها:

رجائي بَعيدٌ والمماتُ قريبُ … ويخطئ ظَنِّي والمَنُونُ تصيبُ

قال: فقمت فتوجهت إلى الناشي، فقلت له: هات البائية حتى أكتبها، فقال: من أين علمتَ؟ فحدَّثتُه بالمنام، فبكى وقام فأخرجها لي.

قال ياقوت في "معجم الأدباء": مات الناشي في صفر سنة ٣٦٥. وأرّخه ابن النجار عن الصابئ وغيره سنة ٦٦، وأنه مات فجأة.

<<  <  ج: ص:  >  >>