للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبا القاسم بن المنثور (١) الجهني، وأبا بكر الخطيب، وجماعة.

وسكن الشام في شَبِيبته مدة، وبرع في العربية والفضائل.

روى عنه ابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى المديني.

وكان مشاركًا في علوم. وهو فقير متقنع، خيَّر ديَّنٌ، على بدعته.

وكان مفتي الكوفة، ويقول: أفتي بمذهب أبي حنيفة ظاهرًا، وبمذهب زيد تديّنًا. وحكى أبو طالب بن الهراس الدمشقي عنه أنه صَرَّح له بالقول بخَلْق القرآن وبالقَدَر.

وقال ابن ناصر: سمعت أُبَيًّا النَّرْسيَّ يقول: عمر بن إبراهيم جاروديُّ المذهب، لا يَرَى الغُسْل من الجنابة.

مات سنة ٥٣٩، وصلى عليه ثلاثون ألفًا. وقد قرأ عليه بالروايات يعيشُ بن صدقة الفُرَاتي، انتهى.

قال ابن السمعاني: شيخ مُسِنّ كبير فاضل، له معرفة في الفقه والحديث والتفسير والنحو والأدب، وله التصانيف الحسنة في النحو وغيره.

وكان يقول: أنا زيدي المذهب، ولكن أفتي على مذهب السلطان. إلى أن قال: وكنت ألازمه مدة مُقَامي بالكوفة، وكان يكتب خطًا حسنًا سريعًا، مع كبر السِّن، ومع طول صحبتي له، ما سمعت منه شيئًا في الاعتقاد، إلَّا أني رأيت في تخاريجه "جزءًا" في تصحيح الأذان "بحيَّ على خير العمل"، فلما تناولتُه انتزعه من يدي، وقال: لهذا طالبٌ غيرَك.


(١) (أبا القاسم بن المنثور) هكذا قال الذهبي في "الميزان" و "سير أعلام النبلاء" ٢٠: ١٤٥. والصواب: أبو الحَسَن محمد بن الحَسَن بن محمد بن القاسم، هكذا سمّاه الذهبي نفسُه في ترجمته في "سير أعلام النبلاء" ١٨: ٤٥٠. والسمعاني في "الأنساب" ١٢: ٤٤٥. وستأتي ترجمته هنا في "اللسان" برقم [٦٦٨٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>