قال: وسمعت محمد بن عمر الداودي يقول: كان ابن شاهين شيخًا ثقة، يشبه الشيوخ، إلَّا أنه كان لَحّانًا، وكان لا يعرف من الفقه قليلًا ولا كثيرًا، وكان إذا ذُكر له مذاهب الفقهاء يقول: أنا محمديُّ المذهب، ورأيته يومًا اجتمع مع أبي الحسن الدارقطني، فلم ينطق بكلمة واحدة، هَيْبة وخوفًا أن يخطئ بحَضْرة أبي الحسن.
قال الداودي: وقال لي الدارقطني يومًا: ما أعمى قلبَ ابن شاهين، حمل إليَّ كتابه الذي صنفه في "التفسير"، وسألني أن أُصلح ما أجد فيه من الخطأ، فرأيته قد نَقَل "تفسير" أبي الجارود، فَرَّقَهُ في الكتاب، وجعله عن أبي الجارود، عن زياد بن المنذر، وإنما هو عن أبي الجارودِ زِيادِ بنِ المنذر.
وقال حمزة السهمي: سمعت الدارقطني يقول: ابنُ شاهين يخطئ، ويُلحّ على الخطأ، وهو ثقة.
وقال البرقاني: قال لي ابن شاهين: جميع ما خَرَّجْتُه وصنَّفته من حديثي: لم أعارِضْه بالأصول - يعني ثقةً بنفسه فيما ينقُله - قال البرقاني: فلذلك لم أستكثر منه زهدًا فيه.
وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونًا، قد جمع وصنَّف ما لم يصنف أحد.
وقال الأزهري: كان ثقة، وكان عنده عن البغوي سبع مئة أو ثمان مئة جزء. قال: وذكرت لأبي مسعود الدمشقي، أن ابن شاهين لا يُخرج إلينا أصولهَ، وإنما يحدِّث من فروع، فقال لي: إن أَخرج إليك ابنُ شاهين خِرقةً (١) عليها حديثٌ مكتوب: فاكتبه.
(١) هكذا في ص ونقط القاف، وأهمل الحروف الباقية، وفي "تاريخ بغداد": خَزَفة، بالخاء والزاي والفاء.