وسمعتُ أبا بكر البرقاني يقول: لم أزل أسمع الناس يقولون: إن عمر ممن وُفِّق في الانتخاب، وكان الناس يكتبون بانتخابه كثيرًا.
وقال الخطيب: أخبرنا البرقاني قال: قال لي أبو بكر أحمد بن عمر البَقَّال: ذكر لي أبو محمد بن السَّبيعي قومًا يكذبون في الحديث، فقال: عمر البصري كذاب، فقلت له: كذاب؟ فقال: كذّاب، كذّاب، وحلف أنه كذاب.
ثم قال لي: انصرفت يومًا من مجلس ابن ناجية، وقد قرأ علينا مسند فاطمة بنت قيس، والجزء معي، فدخلت على الباغَنْدي، فقال لي: من أين؟ فقلت: كنا عند ابن ناجية، فقال: أيشٍ مَرَّ بكم اليوم؟ فقلت: مسند فاطمة بنت قيس، فقال لي: مَرَّ فيه عن إسماعيل بن رجاء، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، حديث الجَسَّاسة؟ قال: فتصفّحتُ الجزءَ، فلم يكن فيه، فقلت له: لا، ليس فيه.
فقال: اكتب، قلت: مَنْ ذكرتَ؟ فقال: ذكر أبو بكر بن أبي شيبة، عن فلان، عن آخَر، عن إسماعيل بن رجاء، فلما كتبت الحديث قلت له: سمعتَه من أبي بكر؟ فقال لي: ذكر، فراجعتُه ثلاث مرات، فقال: حدثنا فلان، حدثنا فلان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، فكتبت ما ذكره وانصرفت.
فذاكرت عمر البصري بعد ذلك به فقال لي: عندي عن الباغَنْدي مئة ألف حديث، والله ما عندي هذا، أحبُّ أن أراه في الأصل. فأخرجت له الأصل، فقال: حدِّثْني به، فحدثتُه.
ثم لما كان بعد مدة، جاءني فتذاكرنا بشيء، وقُضِي أنا تذاكرنا بحديثٍ من حديث فاطمة بنت قيس، فقال لي عمر البصري: إسماعيل بن رجاء، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس. فقلت: ما له، وأخذت أُرِيه أني ما سمعت بهذا، فقال: نَعَم، هذا حديثي في الدنيا، ولي قصة في هذا، قلت: أيشٍ هو؟