للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مات سنة ٣٣٩ (١)، انتهى.

والذي يغلب على الظن، أن المؤلف هو الذي أَثِم بتأثيمه الدارقطني، فإن الأشناني لم ينفرد بهذا، بل تابعه عليه في "مستَدْرَكه" الحاكِمُ، ولقد عجبتُ من قول المؤلف: ما رواه ابن عيينة قطّ، مع أنه رواه عنه الحُميديُّ، وابن أبي عُمر، وسعيد بن منصور، وغيرهم من حفاظ أصحابه، إلَّا أنهم وَقَفوه على مجاهد، لم يذكروا "ابن عباس" فيه، فغايته أن يكون محمد بن حبيب وَهِم في رفعه.

وقال الحاكم بعد تخريجه: صحيحٌ إن سَلِم من الجارودي.

وقال أيضًا (٢): دخلت عليه -يعني الأُشْنانيَّ - وبين يديه كتاب "الشُّفْعة"، فنظرتُ فإذا فيه: عن عبد العزيز بن معاوية، عن أبي عاصم، عن مالك، عن الزهري، عن سعيدٍ وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وبجنبه عن أبي إسماعيل الترمذي، عن أبي صالح، عن عبد العزيز بن عبد الله الماجِشُون، عن مالكٍ به.

وذلك أنه بلغه أن الماجِشُون جوَّده فتوهَّمه أنه عبد العزيز.

فقلت له: قطع الله يَدَ من كتب هذا، ومن يحدّث به، ما حدَّث به أبو إسماعيل، ولا أبو صالح، ولا الماجشون، فما زال يُداريني، حتى أخذه من يدي، وانصرفتُ إلى المنزل، فلما أصبحتُ، دَقّ غلامه الباب، فخرجت إليه، فما زال يَتَلافى ذلك بأنواعٍ من البِرّ.

ورأيتُ في كتابه: عن أحمد بن سعيد الحمَّال، عن قَبِيصة، عن الثوري،


(١) كان في ص ل ك أ: سنة ٣٣٧ وكتبه رقمًا في ص، وصوابه: ٣٣٩ كما في "تاريخ بغداد" و "الأنساب" و "العبر" و "سير أعلام النبلاء" وغيرها.
(٢) القائل هو: الدارقطني، كما في "سؤالات" الحاكم له، و "تاريخ بغداد".

<<  <  ج: ص:  >  >>