للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"حج بنا رسولُ الله حَجَّة الوداع، فمرَّ بي على عَقَبة الحَجُون، وهو باكٍ حزينٌ مغتمٌ، فبكيت لبكائه، ثم إنه طَفَر فنزل وقال: يا حُميراء، استَمْسِكي، فاستندْتُ إلى جَنْب البعير، فمكث عني طويلًا، ثم عاد إليّ وهو فَرِح مبتسم.

فقلتُ له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، نزلتَ من عندي وأنت باكٍ حزين مغتم، فبكيت لبكائك، ثم إنك عدت وأنت فَرِح، ففيم ذا يا رسول الله؟ قال: مررت بقبر أمّي آمنة، فسألتُ الله أن يحييها، فأحياها، فآمنَتْ بي، ورَدَّها الله".

قال ابن عساكر: هذا حديث منكر من حديث عبد الوهاب بن موسى الزهري المدني، عن مالك، والكَعْبيُّ مجهول، والحَلَبي صاحبُ غرائب، ولا يُعرف لأبي الزناد رواية عن هشام، وهشامٌ لم يدرك عائشة، فلعلَّه سقط من كتابي: (عن أبيه). انتهى (١).

ولم ينبِّه على عمر بن الربيع (٢)، ولا على محمد بن يحيى، وهما أولى أن يُلْصَق بهما هذا الحديث من الكَعْبيِّ وغيره، وقد تقدم ذلك في عبد الوهاب بن موسى [٤٩٨٧] وفيه إثبات قوله: عن أبيه، التي ظَنَّ أنها سقطت، فهو كما ظن، وبالله التوفيق.


(١) يعني انتهى كلام ابن عساكر. أما انتهاء كلام الذهبي فتقدّم في أول الترجمة. وقد اصطلح الحافظ في هذا الكتاب - كما في مقدمته - أنه يستعمل "انتهى" لبيان انتهاء كلام الذهبي الذي ينقله من "الميزان"، وما بعد "انتهى" فهو من زيادات الحافظ. ولكن الحافظ يستعمل كلمة "انتهى" في غير كلام الذهبي، وهو نادر، ومنه هذا المثال هنا ونظائره، ونبَّهت على هذا فيما علَّقته في مقدمة الكتاب.
(٢) كان في الأصول: عمر بن أيوب، والصواب كما في ط: عمر بن الربيع، وهو صاحب الترجمة. أما ابن أيوب فهو علي بن أيوب، كما في السَّند المارّ آنفًا، وتأمل ما سيأتي في كلام المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>