للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو المَعْنيُّ بقول الشاعر:

خذوا عن مالكٍ وعن ابن عونٍ … ولا تَرْوُوا أحاديثَ ابنِ دابِ

وقد مضى في ترجمة شَوْكَر قولُ خلفٍ الأحمر فيه وفي ابن داب:

أحاديثُ ألَّفها شَوْكَرٌ … وأخرى مؤلَّفة لابن دابِ

فأظن قوله هنا: ابن شوكر وَهَمًا، وأن لفظة (ابن) زائدة.

وقال الزبير بن بكار: حدثنا محمد بن الحسن، عن عيسى بن يزيد بن داب قال: كان حِلْفُ الفُضُول: هاشم، وزُهرة، وتَيم، فقيل له: فهل على ذلك من شاهدٍ من الشعر؟ قال: نعم، فأنشد:

تيمُ بن مُرَّة - إن سألتَ - وهاشمٌ … وزُهْرَةُ الخيرِ في دارِ ابنِ جُدْعانِ

متحالِفِينَ على النَّدَى ما غردت … وَرْقاءُ في فَنَنٍ من جَزْع كِيْمانِ

فقيل له: فأين وادي كِيْمان؟ قال: وادٍ بنَجْران.

قال الزبير: فجاء ببيتَين مضطربَين مختلفَيْ الصَّنْعة. وكان أبوه عالمًا شاعرًا ناسبًا، وله ولد آخر يقال له: يحيى بن يزيد بن داب.

قلت: وهذا يدل على عدم معرفته بالوَزْن، فإن كلًّا من البيتين فيهما من بَحْرَين: الأولُ من الكامل، والثاني من البَسِيط!

وقال الزبير في "الموفَّقِيَّات": حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه، حدثني موسى بن صالح قال: كان عيسى بن داب كثيرَ الأدب، عذب الألفاظ، وكان قد حظي عند الهادي حتى كان يتّكئ في مجلسه بإذنه، ولم يطمع في ذلك أحد من الخَلْق غيره.

وكان لذيذ المفاكهة، طيبَ المسامرة، طيبَ الشِّعر، حسن الانتزاع له، حتى إن الهاديَ أمر له يومًا بمال كثير جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>