لو رُحِل في هذا الحديث إلى خُراسان لكان قليلًا (١).
وقال الدارقطني: كل مَنْ رواه عن مالك ضعيف. وأخرجه الدارقطني أيضًا عن أبي بكر الشافعي، عن أبي غانم حميد بن نافع، عن الفضل بن غانم به.
وقال أبو محمد بن أبي حاتم في كتاب "الرد على الجهمية": حدثنا أبو هارون محمد بن خالد، سمعت أحمد بن محمد بن عمرو يقول: سمعت الفضل بن غانم، وكان قاضيًا على الرِّي لهارون - يعني الرشيد -: أولُ ما سمعت بالقرآن كنت بالرَّي، فكتبت إلى الرشيد: اعلم أن قِبَلنا قومًا يقولون: القرآنُ مخلوق، فقال: من أصبتَ منهم، فأَخْرِج لسانه من قَفَاه، وأَطِلْ حَبْسَه، وأحسِنْ أدبه.
وذكر الطبري في "تاريخه" أنه كان ببغدادَ لما امتَحَن المأمونُ العلماء في خَلْق القرآن، فكان ممن لم يُجب إلى ذلك الفضلُ بن غانم، وذلك في سنة ثمان عشرة، فكتب المأمون بالإِنكار على من لم يُجِب، ومن جملته: أنه لم يَخْفَ علينا ما كان فيه بمصر، وما اكتسب من الأموال في أقلَّ من سنة، وما دار بينه وبين المطَّلب أمير مصر.
وقال ابن يونس: هو مروزي، قدم مصر فتولَّى قضاءها. قال لي ابن قُدَيد: كان متَّهمًا في نفسه. وحكى سعيد بن تَلِيد الرُّعيني: أنه جاءه سَحَرًا، فوجد غلامًا أمردَ خارجًا من داره، فلم يَعُد إليه.
وذكر أبو عمر الكِنْدي في "قضاة مصر" أنه كان مروزيًا، يكنى أبا علي، وأنه قدم مع المطلب بن عبد الله الخزاعي مصرَ لما وَلي إمْرَتها، فولاه القضاء بها، وصرف لَهِيعة بن عيسى وذلك في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين،