وروايته عن الربيع عن الشافعي يحتمل أن تكون بطريق الإِجازة، وغاية ما فيه أنه تساهَلَ في ذلك بإطلاقِ (أخبرنا). وقد اعتمد على ابن المنذر جماعةٌ من الأئمة فيما صنَّفه في الخلافيات، وكتابه "الإِشراف في الاختلاف" من أحسن المصنَّفات في فنه.
وقد حدث في تصانيفه عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن ميمون، وخلائق. روى عنه أبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن يحيى بن عمار الدِّمياطي، والحسن بن علي بن سفيان، وآخرون.
وذكر الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" أنه مات سنة تسع أو عشر وثلاث مئة، ووَهِم في ذلك، فإن محمد بن يحيى بن عمار لقيه سنة ستَّ عشرة وثلاث مئة.
وقال مسلمة بن قاسم أول ما ذكره: كان فقيهًا جليلًا كثير التصنيف، وكان يحتج في كتبه بالضعيف على الصحيح، وبالمرسَل على المسنَد. ونسب في كتبه إلى مالك والشافعي وأبي حنيفة أشياءَ لم توجد في كتبهم.
وألَّف كتابًا في "تشريف الغني على الفقير" فرد عليه أبو سعيد بن الأعرابي في ذلك ردًّا، وسماه "تشريفُ الفقير على الغني" وكنت كتبتُ عنه، فلما ضعَّفه العقيلي ضربتُ على حديثه، ولم أحدِّث عنه بشيء.
وسمع أحمدُ بن محمد أبو عمر الطَّلَمَنْكي كتابَ "الإِشراف" لابن المنذر من أبي بكر محمد بن يحيى بن عمار الدِّمياطي بسماعه من مصنفه، ومات الدمياطي سنة أربع وثمانين وثلاث مئة. وروى عن ابن المنذر أيضًا محمدُ بن إبراهيم بن أحمد أبو طاهر الأصبهانيّ ابنُ عم أبي نُعيم الحافظ.