وقد أنكروا على الغطريفي حديثه عن الصوفي، عن سويد، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر ﵁"أن النبي ﷺ أهدى جَمَلًا لأبي جهل". قال السَّهمي: فكان يذكر أن ابن صاعدٍ وابن مُظاهِر أفاداه هذا الحديث، ولكنه لم يُخْرِج أصله.
قال: وأنكروا أيضًا على الغطريفي أنه حدث "بمُسْند" إسحاق بن راهويه من غير أصله، وقد تفرد عن أبي العباس بن سريج بأحاديث لم يروها عنه غيره.
قلت: هو ثقة ثَبْت من كبار حُفّاظ زمانه، خرَّج على "صحيح" البخاري وجمع الأبواب. توفي في رجب سنة سبع وسبعين وثلاث مئة.
وقد ذكرتُ علة الحديث المذكور في ترجمة أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي من هذا الكتاب [٤٤٦].
وقد ذكر حمزة السهمي في "تاريخ جرجان" معظمَ ما في هذه الترجمة، وقال فيها: سمعت أبا عمرو الرَّزْجَاهي يقول: رأيت سماع أبي أحمد الغِطْريفي في جميع كتاب ابن شِيرُويه.
وقد ذكره ابن الصلاح في "علوم الحديث" في النوع الثاني والستين: معرفة من خَلَّط في آخر عمره من الثقات، فقال: ممن بَلَغنا عنه ذلك من المتأخرين: أبو أحمد الغطريفي الجُرجاني، وأبو طاهر حفيدُ الإمام ابن خزيمة، فقد ذكر الحافظ أبو علي البرذعي في "معجمه" أنهما اختلطا في آخر عمرهما.
قال شيخُنا في "النكت": فأما الغطريفي فلم أر من ذكره فيمن اختَلَط إلَّا هذا، وقد ترجمه حمزةُ السهمي في "تاريخ جرجان" فلم يذكر شيئًا من ذلك، وهو أعرفُ به فإنه من شيوخه.