للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما ابنه فذكر مَسْلمة بن قاسم أنه مات في حَبْس ابن طُولون، قال: وكان سبب حبسه أن قومًا ذكروا عنه أنه كان يسبّ عليًّا ، فأحضرت البينة، عند ابن طولون، فدارَى عنه، وسَفَّه الشهود، وأهانهم. فلما رأى ذلك الطالبيّون قاموا في ذلك إلى أن أثبتوا عليه ما قامت به البيّنةُ، فأَمَر به، فجُرّد، فضرب نحو الثمانين سوطًا، ثم حُبِس، وذلك في سابع عشر شهر رمضان.

فلما كان بعد سبعة أيام أخرج ميتًا.

وقال أبو عمر الكندي: كان فارِضًا هو وابنه وأبوه (١).


(١) في ط: "كان مازحًا هو وابنه وأبوه"!! وهو تحريف فاحش، ونقله محقق "المغني" ٢: ٨٥٤، وعلّق عليه بقوله: "ومن عُرِف بذلك لا يقبل حديثه لاستهتاره" قلت: وهو تأويل للعبارة المحرَّفة في ط.
ونقل المقريزي في "المقفى" عن الكندي أيضًا أنه قال: "وقتل أبو عُلاثة محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبةَ الجَنْبي، وكان رجلًا ذا لسانٍ وعارضة، وكان ممقوتًا عند كثير من الناس، فزلّت به القدمُ، فتشاهد عليه قوم من سفل الناس وأوغادهم، وتغنّم السلطان منهم ذلك، فقبل شهادتهم، فضُرب مرارًا، وأرادوا بذلك أن يذلّوه، فمات من ضربهم إيّاه. وانكشف للناس ظلمهم له. . .".
ونقل المقريزي عن ابن يونس أنه قال: "توفي ليلة الخميس لست بقين من رمضان سنة ٢٩١، شُهِدَ عليه بزُور، فضُرب، فمات من ذلك الضرب، في الحبس. وكان في لسانه فَضْل، فتكلَّم في بعض عُمَّال البَلَد، فاستدعى عليه شهادة جماعة ممن كان يَشْنَؤُه، فشهدوا عليه".
قال المقريزي: وكان قتل أبي عُلاثة في إمارة هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون". انتهى ما نقلته عن "المقفى".
قلت: وفيما نقلتُه هنا تفصيل لكثير مما أجمله المؤلف، وفيه أن الذين شهدوا عليه هم من سفلة الناس وأوغادهم، وكانت الشهادة زُورًا، وكان سبب الضرب والحبس هو كلامه في بعض عُمَّال البَلَد، والمقصود بابن طولون هو هارون بن خمارويه. فيتحصَّل من هذا أن الرجل معروف، ولم يذكر فيه ابن يونس جرحًا، وهو أعلم بالمصريين من غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>