لا ينبغي الرواية عنه، كان يضع الأسانيد، سماه بعضهم جِرابَ الكذب، وهو أبو الوليد الدَّرْبَنْدِي فيما سمعه من أحمد بن علي الجصاص بالأهواز فقال: كنا نسميه جِرابَ الكذب (١)، انتهى.
وهذا الذي عزاه إلى الأهوازي لم يقله الخطيب في حق الأهوازي، إنما قاله في أثناء ترجمته في حق حَدَثٍ من أصحاب الحديث، يقال له: ابن الصقر، أدخل على الأهوازي حديثًا، قال الخطيب: وابنُ الصقر كان كذابًا، يسرق الأحاديث ويركّبها، ويضعها على الشيوخ.
قال الخطيب: وقد رأينا للأهوازي أصولًا كثيرةً سماعُه فيها صحيح بخط ابن أبي الفوارس وغيره، وكان سماعُه أيضًا صحيحًا "لتاريخ البخاري الكبير" قرئ عليه ببغداد عن أحمد بن عبدان الشيرازي، ومن أصل ابن أبي الفوارس قرئ وفيه سماعُ الأهوازي.
وخرّج له أبو الحسن النُّعيمي "أجزاء" من حديثه، وسمع منه شيخنا أبو بكر البرقاني، وحدثنا عن أبي أحمد العسكري، ومحمد بن إسحاق بن دارا وغيرهم، وسمعته يقول: ولدت سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
وكان قد أخرج لنا فروعًا بخطِّه، قد كتبها من حديث شيوخه المتأخرين، عن متقدِّمي البغداديين الذين في طبقة عباس الدوري ونحوه، فظننتُ أن الغفلة غلبت عليه، لأنه لم يكن من أهل الحديث، حتى حدثني عبد السلام بن الحسين الدباس - وكان لا بأس به - قال: دخلت على الأهوازي وبين يديه مجموعٌ قد نَقَل منه أخبارًا إلى مواضع متفرقة من كتبه، وأنشأ لكل خبرٍ إسنادًا.
مات سنة ٤٢٨.
(١) يُعرف بهذا اللقب أيضًا: محمد بن عبد الله بن القاسم الرازي، الآتية ترجمته برقم [٧٠٠٢].