للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: أبو العِزّ عندنا مع ذلك ثقةٌ في القراءات، مَرضيّ، انتهى.

والأبيات المذكورة أوردها ابنُ السمعاني في "الأنساب" عن سَعْد الله بن محمد المقرئ أنه أنشده، قال: أنشدني أبو العز القلانسي لنفسه:

إنّ مَنْ لم يقدِّم الصِّدِّيقا … لم يكن لي حتى الممات صَدِيقا

والذي لا يقولُ قوليَ في الفا … رُوقِ، أَنْوِي لِشَخْصه تفريقا

وَلِنَارِ الجحيم باغضُ عثما … نَ، ويَهْوِي منها مكانًا سَحِيقا

مَنْ يوالي عندي عَلِيًّا وعادا … هُمْ جميعًا: عَدَدْتُه زِنْدِيقا

قال ابن السمعاني: كنت أعتقد في أبي العز أنه يميل إلى الرفض حتى سمعتُ له هذه الأبيات. قال: وسمعت أبا بكر بن غالب المفيد يقول: قرأ ابنُ ميمونٍ صبيٌّ كان يسمع معنا على أبي العز، وما كان يحسن يقرأ، فكتب له أبو العز بخطه: قرأ عليَّ فلانٌ وجَوَّد، فقلت له: جَوَّد القراءةَ؟ قال: يا سيِّدي جَوَّد الذَّهَب.

قال ابن النجار: قرأ على الحسن بن القاسم غلام الهَرَّاس. وسمع من أبي الحسن بن مخلد، وأبي البركات ابن التمار، والحسن بن أحمد الغُنْدُجَاني، وأبي الحُسَين بن المهتدي، وأبي الغنائم بن المامون، وأبي الحُسَين بن النَّقُّور، وأبي علي التُّسْتَري وغيرهم.

وتفقه على الشيخ أبي إسحاق الشِّيرازي. وعُمِّر إلى أن قرأ الناسُ عليه الكثير، وقصدوه من البلاد، وقرأ عليه أبو الكَرَم الشَّهْرَزُوري، وأبو الحسن البطائحي وآخرون.

وقال السِّلفي: سألت خميسًا الحَوْزِي عنه فقال: هو أحد الأئمة الأعيان في علوم القرآن، استوعب القراءات وبَرَع في معرفتها، وهو حسنُ الخط، جيد النَّقْل، ذو فَهْم بما يقوله ويَرْوِيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>