وذكر له عدة أحاديثَ، وقال: ألزق عن شيوخ أحاديث ليست عندهم، لتؤخَذَ عنه بعُلُوّ.
ومن مصائب هذا الرجل، أنه سرق الحديثَ الذي غلط فيه ثابتٌ الزاهد على شريك، حين قال وهو يسمع:"مَنْ كثرت صلاتُه بالليل حَسُن وجهه بالنهار" فظن ثابتٌ أن هذا الكلام مَتْنُ الإِسناد الذي كان شريكٌ ابتدأ به، فحدَّث به عن شريك، وضُعِّف ثابت بسببه.
فزعم هذا الرجل أن عبد الله بن شُبْرُمة الشَّرِيكي حدثه به أيضًا، عن شريك، فقرأتُ على أبي الحسن الجوزي، عن أحمد بن محمد المؤدب، أن ابن خليل الحافظ أخبرهم، أخبرنا الجَمَّال، أخبرنا الحداد، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن عمر بن محمد بن عبد الملك بن سليمان العثماني، قدم علينا من البصرة، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا عبد الله بن شُبْرُمة الكوفي، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "مَنْ كثرتْ صلاتُه
بالليل، حَسُن وجهه بالنهار".
وذكر حمزة بن يوسف السَّهْمي في "أسئلته" ما نصه: "وسألته - يعني الدارقطني - عن محمد بن عبد العزيز الكوفي فقال: ثقة. وعن محمد بن عبد السلام بن النعمان أبي بكر السلمي بالبصرة فقال: ثقة. وعن محمد بن عبد السلام البصري، فقال: شويخ، لا بأس به" وفرق بينهما (١).
(١) لم أعثر على هذا النص الأخير في "سؤالات" حمزة المطبوعة ص ٨٢، إنما فيها ما نصُّه: "وسألته عن محمد بن عبد السلام بن النعمان أبي بكر السلمي بالبصرة؟ فقال: ثقة، وسألته عن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي، أبي مُلَيل، الكوفي في بغداد؟ فقال: ثقة" ثم عثرتُ عليه في "سؤالات السلمي" ٢٨٠، فالحمد لله.