وكَرَّام مثقَّل، قيده ابن ماكولا والسمعاني وغير واحد، وهو الجاري على الألسنة، وقد أنكر ذلك متكلِّمهم محمدُ بن الهيصم وغيره من الكَرَّامية.
فحكى فيه ابن الهيصم وجهين:
أحدهما: كَرَام بالتخفيف والفتح، وذكر أنه المعروف في ألسنة مشايخهم، وزعم أنه بمعنى كَرَم، أو بمعنى كَرَامة.
والثاني: أنه كِرَام، بالكسر، على لفظ جمع كَرِيم، وحَكَى هذا عن أهل سجستان وأطال في ذلك.
قال أبو عمرو بن الصلاح: ولا مَعْدِل عن الأول، وهو الذي رواه السمعاني وقال: وكان والده يحفظ الكُرُوم، [فقيل له: الكَرَّام](١).
قلت: هذا قاله ابن السمعاني بلا إسنادٍ، وفيه نظر، فإن كلمة (كَرَّام) عَلَم على والد محمدٍ، سواء عَمِل في الكَرْم أو لم يعمل، والله أعلم، انتهى.
وقرأت بخط الشيخ تقي الدين السبكي: أن ابنَ الوكيل اختَلَف مع جماعة في ضبط ابن كَرَّام، فصمم ابن الوكيل على أنه بكسر أوله والتخفيف، واتفق الآخرون على المشهور، فأنشدهم ابنُ الوكيل مستشهدًا على صحة دعواه قولَ الشاعر:
الفقهُ فقهُ أبي حنيفةَ وحدَهُ … والدينُ دين محمد بن كِرَامِ
قال: وظنوا كلُّهم أنه اخترعه في الحال، وأن البيت من نظمه.
قال: ولما كان بعد دهر طويل، رأيتُ الشعر لأبي الفتح البُسْتي، الشاعرِ المشهورِ الذي يكثر التولُّع بالجِناس، وقَبْله:
إن الذين بجهلهم لم يَقْتَدُوا … في الدِّين بابن كِرَامٍ غيرُ كِرَامِ