للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكأن الباجيَّ أشار إلى "الجزء" الذي جمعه ابن المظفر في فضائل العباس، فكان ماذا، أَوْ مِنْ قول أبي عبد الرحمن السلمي، سألت الدارقطني عن ابن المظفر فقال: ثقة مأمون، قلتُ: يقال: إنه يميل إلى التشيع؟ فقال: قليلًا، ما لا يضرّ.

وهذا لا يُساعد الباجيَّ، وقد قال الخطيب: حدثني محمد بن عمر بن إسماعيل القاضي قال: رأيت الدارقطني يعظم ابن المظفر ويُجِلّه، ولا يستند بحضرته، وقد رَوَى عنه في تخاريجه أشياء كثيرة.

وما كان ينبغي للذهبي أن يذكره بهذا القدح البارد، وما أدري لِمَ يقلِّد الباجي في قوم لم يُحِطْ الباجيُّ بأحوالهم علمًا كما ينبغي، ولنذكر ترجمته ليظهر مقداره:

هو محمد بن المظفَّر بن موسى بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن إياس أبو الحسين البزاز، يقال: إنه من ولد سلمة بن الأَكْوَع، وكان هو يقول: لا أعلم أنَّا من العرب، قال: ووُلدت سنة ٢٨٦، وأول ما سمعت الحديث سنة ثلاث مئة.

فروى عن بيان بن أحمد الدقاق، وهو أول من سمع عليه الحديث، وعن القاسم المطرِّز، وحامد بن محمد البلخي، والهيثم بن خلف، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن صالح البخاري، وأبي بكر الباغَنْدي، والبَغَوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وخلق كثير. وسمع في الرّحلة من أبي عَرُوبة، وابن جَوْصاء، والطحاوي، وعَلَّان.

روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وأبو نعيم، والبرقاني، وابن أبي الفوارس، والأزهري، وآخرون. وكتب عنه شيخُه ابن عُقدة.

وقال محمد بن عمر بن إسماعيل القاضي: رأيت من أصوله في الوَرَّاقين

<<  <  ج: ص:  >  >>