وقال يحيى بن علي المنجِّم: لقي أبا الهذيل قاطع طريق، فقال له: انزع ثيابك، وأخذ بمجامع جَيْبه، فقال له: استحالت المسألةُ، قال: وكيف؟ قال: تُمْسِك موضع النزع وتقول: انزع، أَنْزِعُ القميص من ذيله أو من جيبه!؟ فقال له: أنت أبو الهذيل؟ قال: نعم، قال: امض راشدًا.
ويقال: إن المأمون سأل حاجبه: مَن بالباب؟ فقال: أبو الهذيل، وهشام بن الحكم، وعبد الله بن إباض، فقال: ما بقي من أعلام جهنم أحد إلَّا حضر. يعني أن أبا الهذيل رأسُ المعتزلة، وهشامًا رأسُ الرافضة، وابن إباض رأسُ الخوارج.
وقال المَطِيْري: حدثنا عيسى بن أبي حرب، حدثنا أبو حذيفة، قال: كان أبو الهذيل يجيء فيشرب عند ابنٍ لعثمان بن عبد الوهاب، فراودَ غلامًا في الكَنِيف، فضربه الغلام بتَوْرٍ في رأسه، فصار طوقًا في عنقه، فبعثوا إلى حَدَّاد ففكَّ عنه.
وقال أبو يعقوب الشحَّام: قال لي أبو الهذيل: أولُ ما ناظرت ولي نحو خمس عشرة سنة، فذكر مناظرتَه مع اليهودي بالبصرة.
وقال أبو العيناء: توفي أبو الهذيل بسُرّ مَن رأى، سنة ست وعشرين ومئتين، وله مئة وأربع سنين، كذا قال.
وقد ساق الخطيب بسنده إلى أبي مجالد أحمد بن الحسين قال: قدم أبو الهذيل بغداد سنة ثلاثين ومئتين.
وقال ابن قتيبة في "اختلاف الحديث": وكان أبو الهذيل كذابًا أفاكًا، وقد نيف على المئة. وقال أيضًا: مات أبو الهذيل أول خلافة المتوكل سنة خمس وثلاثين ومئتين.
وقال المسعودي: قال أبو الحسن الخياط: مات أبو الهذيل سنة سبع