قال ابن عساكر: سمع محمد بن المبارك الصوري، وآدم بن أبي إياس، وسعيد بن منصور، وعبد الملك بن حبيب، وإسماعيل بن أبي أويس، وجمعًا جمًّا. روى عنه قاسم بن أصبغ، وغيره. قال الوليد بن بكير: سمع الكثير، ثم تزهَّد.
وقال الحميدي: من الرواة المكثرين، والأئمة المشهورين.
وقال ابن الفرضي: رحل إلى المشرق رحلتين، ولم يطلب الحديث في الأولى، إذ لو طلبه لكان أعلى أهل عصره درجة، وكان عالمًا بالحديث، زاهدًا عابدًا، وكان أحمد بن خالد لا يقدِّم عليه أحدًا، وكان يعظمه جدًّا، ويصف فضله وورعه.
غير أنه كان يكثر الردَّ للحديث، فيقول:"ليس هذا من كلام النبي ﷺ" وهو ثابت من كلامه، وله خطأ كثير يُحفَظ عنه، وأشياء كان يغلط فيها، وكان لا علم عنده بالفقه، ولا بالعربية.
وأرِّخ أبو سعيد بن يونس وفاته سنة ست وثمانين. وقال العلاء بن عبد الوهاب بن حزم: مات سنة سبع. وبه جزم ابن الفرضي وزاد: لأربع بقين من المحرم، قال: وذَكَر أن مولده سنة إحدى وتسعين ومئة.
وقال ابن عبد البر: كان الأمير عبد الله بن الأمير عبد الرحمن بن محمد الناصر يقول: ابن وضاح كَذَب على يحيى بن معين في حكايته عنه أنه سأله عن الشافعي، فقال: ليس بثقة. قال عبدُ الله: قد رأيت أصلَ ابن وضاح الذي كتبه بالمشرق وفيه: سألت يحيى بن معين، عن الشافعي فقال: هو ثقة.
قلت: ومما يؤيد ذلك رواية الزعفراني عن يحيى بن معين قال: سألته عن الشافعي فقال: دَعْنا، لو كان الكذب حلالًا لمنعَتْه مروءتُه أن يكذب.