للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالوا: فكانت راية أسلم هذا أول راية انهزمت بالمسلمين. ثم بعث عبيد الله بن زياد عبّاد بن أخضر في عسكر كثير، فاقتتلوا وثبت الفريقان حتى دخل وقت العصر، فنادى عباد بن أخضر: يا هؤلاء، هل لكم أن نبدأ بحق الله، ثم نعود بعد الصلاة إلى ما كنا فيه! فأعجب مرداسًا ذلك، وتقدم يؤم أصحابه وفعل عباد ذلك، فلما كان في أثناء الصلاة كادهم، فقطع الصلاة وحَمَل عليهم وهم في صلاتهم، فلم يتزلزل أحد منهم عن مقامه حتى قتلوا أجمعين، ورثاه عمرو بن حط (١) … بقصيدة يقول فيها:

أنكرتُ بعدك من قد كنت أعرفُه … ما الناسُ بعدك يا مرداسُ بالناسِ

وكان عمران يرى رأي الخوارج، ويحرّضوه على القتال معهم، ولا يباشر القتال.

وعن عبد الملك بن عمير: كان مرداس أخا عروة، وأُدَيَّة أمُّهما، واسم أبيهما: حُدَير، من بني ربيعة بن حنظلة. قال: وقَتَل عبيد الله بن زياد عروةَ أخا مرداس، وصَلَبه على باب داره بعد قتل أخيه، وذلك سنة نيف وخمسين في خلافة معاوية.

قلت: ولا أعرف لمرداس رواية، ويلزم من ذكره ذكرُ مَنْ كان على رأيه، ولا يمكن إحصاؤهم، وكذا القولُ في المعتزلة والشيعة، فما كان ينبغي أن يُذكر منهم إلَّا من له رواية، ولكني تبعت الأصل، وبالله التوفيق.


(١) كذا. في ص، وهو عمران بن حطان، كما سيأتي. وكما في "الكامل".
٧٦٤٧ - ذيل الميزان ٤١٧، الجرح والتعديل ٩: ٣٥٠، ثقات ابن حبان ٩: ١٩٩، الموضح ٤٢٧:٢، السير ١٠: ٥٨٢، المقتنى في الكنى ١: ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>