سمعناه من أبي العباس ابن الظاهري، وعشرةِ مشايخ سمعوه من ابن اللَّتِّي (١).
وقرأتُه على ابن الأَبَرْقُوهي، أن زكريا العُلْبي أخبرهم قالا: أخبرنا أبو الوقت، أخبرتْنَا بِيْبي الهَرْثَمِيَّة، أخبرنا ابن أبي شريح، أخبرنا البغوي، حدثنا داود … فذكره.
قال ابن الجوزي: يحيى المتَّهم به. قال: وقال ابن عدي: كان يضع الحديث. فهذا القول قاله ابن الجوزي هكذا في "الموضوعات" عقيب هذا الخبر ولم يذكر يحيى بن زكريا، لا في "الضعفاء" له، ولا رأيته في كتاب ابن عدي، ولا في "الضعفاء" لابن حبان، ولا في "الضعفاء" للعقيلي، ولا ريب في وضع الحديث.
وبقيت مدة أظن أن يحيى هو ابن أبي زائدة، وأن الحديث أُدْخِل على بِيْبِي في جُزْئها، ثم إذا به في "الأول" من حديث ابن أخي مِيْمِي البغدادي، عن البغوي أيضًا، والبغوي فصاحب حديث وفهم وصدق، وشيخه فثقة، فتعين أن الحمل في هذا الحديث على يحيى بن زكريا، هذا المجهول التالف.
ثم وجدته في الأول من "أمالي" أبي القاسم بن بشران: حدثنا أبو علي بن الصواف، حدثنا محمد بن أحمد القاضي، حدثنا علي بن عيسى الكَرَاجَكِي، حدثنا حُجَيْن بن المثنى، حدثنا يحيى بن سابق، عن موسى بن عقبة وجعفر بن محمد بهذا. يحيى بن سابق واه، سيأتي ذكره [بعد ٨٤٥٩]، انتهى.
وقد رأيت في "الموضوعات" لابن الجوزي عقب هذا الخبر: هذا حديث موضوع بلا شك، والمتَّهم به يحيى أبو زكريا. قال يحيى بن معين:
(١) في حاشية ص: "قال شيخنا المؤلف: قرأته على إبراهيم … ، عن عيسى بن عبد الرحمن، أخبرنا ابن اللتي به … ".