فَرْعها، قال: فكذلك الصفّ المقدَّم هو أحصَنُها من الشيطان". وهذا منكر جدًّا.
وقال ابن عدي: حدثنا عبد الكريم بن حَيَّان بمصر، حدثنا الحُسَين بن الفضل بن أبي حديدة الواسطي، حدثنا يحيى بن سلَّام، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر ﵁، عن النبي ﷺ قال: "ما من أيام أعظم عند اللّه من عشر ذي الحجة، إذا كان عشيةُ عرفة، نزل الله ﷿ إلى السماء الدنيا، وحَفَّت به الملائكة، فيُبَاهي بهم الملائكة ويقول: انظروا إلى عبادي أتوني شُعْثًا غُبْرًا ضاجِّين من كل فَجّ عميق، ولم يروا رحمتي ولا عذابي، قال: فلم يُرَ يوم أكثر عَتِيقًا من يوم عرفة". وهذا تفرد به يحيى، انتهى.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قلت لأبي زرعة في يحيى بن سلام المغربي؟ فقال: لا بأس به، ربما وهم. ثم قال أبو زرعة: حدثنا أبو سعيد الجعفي، حدثنا يحيى بن سلَّام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله ﷿: ﴿سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ قال: مصرُ. قال: وجعل أبو زرعة يستعظم هذا ويستقبحه، قلت له: أي شيء أراد بهذا؟ قال: هو في تفسير سعيدٍ عن قتادة: مَصِيْرَهُم.
وقال أبو حاتم الرازي: كان شيخًا بصريًا، وقع إلى مصر، وهو صدوق. وأخرج له الدارقطني حديثًا عن أبي بكر النيسابوري، عن بحر بن نصر، عنه، وقال: يحيى بن سلام ضعيف. وقال في "العلل": ليس بقوي.
= أبي زرعة": "الخازف" وهو حافظ النخل. وكلاهما تحريف مستساغ صوابه المثبت: "الخاذف"، وهو الرامي حصاةً أو نواة بين سبابتيه، من الخَذْف، وهو معروف. "النهاية" لابن الأثير ٢: ١٦.