روى عن يحيى بن بكير، وحرملة، ومحمد بن رُمْح، وسَحْنُون، والحارث بن مسكين، وأبي مصعب، ويعقوب بن حُمَيد بن كاسِب، وزهير بن عباد وغيرهم. أخذ عنه أخوه، وأبو العَرَب القيرواني، وأحمد بن خالد الأندلسي، وآخرون، وانتهت إليه الرحلة في وقته، حتى كانوا في القيروان لا يروون "المدوَّنة" و "الموطأ" إلَّا عنه.
وقال أبو الوليد الباجي: كان حافظًا للرأي، ثقة، ضابطًا لكتبه، وكان وقورًا، ويزجُر من يسأله عن عويص المسائل، وصنَّف "الرد على الشافعي" في خلافه لمالك، وله "المنتَخَبة من المستخرجة"، و "اختلاف ابن القاسم وأشهب". وكان ابن الأغلب عرض عليه قضاء إفريقية، فامتنع، ودلَّه على عيسى بن مسكين.
وقال ابن اللَّبَّاد: كان مجاب الدعوة، وكان فراتٌ يطعن في سماع يحيى بن عمر "الموطأ" من يحيى بن بكير، ويحلف على ذلك ويقول: إنه كان ملازمًا لابن بكير حتى مات، وإن يحيى بن عمر نزل من المركب فسلَّم عليَّ وسألني عن ابن بكير فقلت: هذا منصَرَفي من جنازته، فاسترجع.
واعتذر غيرُه عن يحيى بن عمر بأن الذي حكاه فرات، كان في رحلة يحيى بن عمر الثانية، وكان رَحَل قبل ذلك فلقي يحيى بن بكير، وقد شهد له بلُقِيّ يحيى بن بكير أبو الزِنباع روح بن الفرج صاحبُ ابن بكير.
قال عياض: ولقد جرى ليحيى بن عمر هذا مع سحنون، فإن أكابر أصحاب سحنون قالوا: ما رأيناه عند سحنون قط، فشهد له حَمْدِيس القطان فقال: سمع من سحنون في الساحل، وكذا قال يحيى بن عمر: لم أسمع من سحنون بالقيروان، وإنما سمعت منه بالبادية.