وقال مسلمة: ثقةٌ مشهور. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ.
وقال ابن عدي أيضًا: وأبو عُتبة مع ضَعْفه، احتمله الناس ورَوَوا عنه.
وقال الحاكم أبو أحمد: قَدِمَ العراقَ فكتبوا عنه، وأهلُها حَسَّنوا الرأي فيه، لكن محمد بن عوفٍ كان يتكلم فيه، ورأيتُ ابن جَوْصاء يضعِّف أمره.
ونقل الخطيب عن محمد بن عوف أنه كذَّبه. قال: وكان يَتَفَتَّى (١)، وليس عنده في حديث بقية أصلٌ، هو فيها أكذبُ الخلق، إنما هي أحاديثُ وقعت إليه في ظهرِ قِرْطاس في أولها: حدَّثنا يزيد بن عَبْدِ رَبِّه، حدثنا بقيةُ.
قال: وكتُبُهُ التي عنده لِضَمْرَة، وابن أبي فُدَيك: من كتب أحمد بن النَّضْر وقعت إليه، قال: وحَدَّث عن عقبة بن عَلْقمة، بلغني أن عنده كتابًا وقع إليه فيه مسائلُ ليست من حديثه، فوَقَّفه عليها فتى من أصحاب الحديث قال له: اتق اللّه يا شَيخ.
وقال أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة: سمعت عمّي وأصحابنا يقولون: إنه كذاب، فلم أكتب عنه شيئًا.
قلت: ووثقه الحاكم، ومِن شيوخه ضَمْرَة بن رَبيعة، وابن أبي فُدَيك، ومحمد بن حِمْيَر، ومحمد بن حرب وغيرهم. وروى عنه النَّسائي خارجَ
(١) (يتفتا) هكذا في الأصول، وشرحه في "تهذيب التهذيب" ١: ٦٨ فقال: أي يتزيا بزِيّ الشطّار. قلت: والصواب في معناه: أنه كان يتظاهر بالفُتُوَّة، أي يتشبَّه بالصوفيَّة ويتظاهر بالصلاح، ولذلك اغترَّ به مَنْ سمع منه، ثم تبيَّن أمره فتُرِك.