ودخلنا مكة، فطيْفَ به راكبًا، وخرجنا إلى مِنَى، واشتدَّت علته، فاجتمع عليه أصحابُ الحديث وقالوا: تأذنُ لنا في الدخول عليه؟ فقلتُ: هو لِمَا بِهِ، فأذنتُ لهم فدخلوا، ولا يَعْقِل شيئًا، فقرؤوا عليه حديثَ ابن جُريج، عن مالك في المِغْفَر، وحَديثَ محمد بن حَرْب، عن عُبيد الله بن عمر:"ليس من البِرّ الصيامُ في السَّفَر". وخَرَجوا فماتَ، فدفنَّاه بمنى، فبَقِيَ أبو العباس يَنْظُر إليَّ.
وقال لي مرَّة: حدَّثنا يزيد بن مَوْهَب فقلت: أين رأيتَه؟ قال: بمكة سنة ست وأربعين، فقلت له: سمعتُ ابن قتيبة يقول: دفَنَا يزيد بن مَوْهَب بالرَّملة سنة اثنتين وثلاثين، فبَقِيَ ينظر إليّ، وعندي أن كتبًا وقعت إليه فيها من حديث مَوْهَب بن يزيد، فتوهَّم أنه يزيد بن مَوْهَب فحدَّث به عنه.
وقال السُّلَمي: سألتُ الدارقطنيَّ عن الأزهري فقال: هو أحمدُ بن محمد بن الأزهر بن حُرَيث، سِجِسْتاني، منكَرُ الحديث، لكن بلغني أن ابنَ خزيمة حَسَنُ الرأي فيه، وكفى بهذا فخرًا.
وقال ابن عدي: أحمد بن محمد بن الأزهر بن حُريث السِّجْزي، كان بَنيْسابور، روى عن سعيد بن يعقوب الطَّالْقَاني، عن عمر بن هارون، عن يونس، عن الزهري، عن أنس ﵁ مرفوعًا قال:"أُمِرتُ بالخاتَم والنَّعْلَين". وهذا باطل.
قلت: وعُمر بن هارون متروك، انتهى.
قال ابن عدي: حدَّث بمناكير، وأورد له عن الحُسَين بن الحَسَن بن علي بن عاصم، عن جده، عن مطرِّف، عن أبي إسحاق، عن أبي بُرْدَة، عن أبي موسى رفعه:"لا نكاحَ إلَّا بوليِّ". فقال: ليس له أصل من حديث مطرِّف.
وقال الدارقطني أيضًا في "غرائب مالك": الأزهريُّ ضعيفُ الحديث.