للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللائق بالكتاب، والميَسَّر لطلّاب العلم والباحثين.

وأحمد الله ﷿ أنه لم يغادر هذه الدنيا الفانية الزائلة، إلَّا وقد متَّع ناظريه، وكحّل عينيه برؤية هذا السِّفْر الضخم العظيم مكتملًا ماثلًا للطبع.

وأحمده سبحانه أن مكَّنه وأكرمه -وهو في مرضه وآلامه- من أن ينظر فيه نظرةً أولى ويهيّئه للطبع، ففارق الحياة وهو قرير العين إذ أنجز هذا العمل الضخم، وحقّق ذلك الأمل القديم، خدمةً لحديث رسول الله ، ورجاءَ دعوة صالحة ممن ينتفع به، إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها (١).

فاللهم أنزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور، وأمطر جَدَثه بسحائب رحماتك ورضوانك وعفوك وغفرانك، وتقبّل منه عمله هذا وسائر أعماله، وعظِّمها له كما يليق بجلالك وعظمتك وكرمك! سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك!

وبعد وفاة والدي وجدت نفسي أمام مجموعة من الكتب معلقة في المطبعة تنتظر الإخراج والنظر والتنقيح، فضلًا عما لم يدفع للطبع.

وكان واسطة العقد فيها هذا الكتابَ الضخم الفخم، المبسوط الموسوعي، مضافًا إليه رسالتي التي أحضِّرها لنيل درجة الماجستير في الحديث الشريف (٢)، التي كنت تأخرت فيها قليلًا بسبب مرض الوالد ووفاته وانشغالي


(١) تأمل- رحمك الله- أنه كتب مقدمته قبل عشرين يومًا من وفاته! فهي كتابة من كان يعاني الآلام ويتحرَّق على كتابة كلمة أو سطر زيادة في خدمة هذا الكتاب!
(٢) وعنوانها: "الكامل في ضعفاء الرجال" للحافظ ابن عدي الجرحاني (٢٧٧ - ٣٦٥) من أول ترجمة عبد الله بن معاذ الصنعاني إلى آخر ترجمة عبد الرحمن بن سعد المُقْعَد- تحقيق ودراسة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>