للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هذا حديث باطلٌ لا أصل له، انتهى.

وقد رواه الواحدي في "تفسيره"، عن أبي الفتح محمد بن علي المكفوف، عن علي بن الحسن (١) بن بُنْدَار والد إسماعيل، فبرئ إسماعيلُ من عُهْدَته، والتصَقَتْ الجنايةُ بأبيه، وسيأتي [٥٣٥٩]، وإسماعيل مع ذلك متَّهم.

قال غيث بن علي الصُّوري: حدثني سهل بن بشر بلفظه غير مرة قال: كان إسماعيل يَعِظ بدمشق، فقام إليه رجلٌ فسأله عن حديث "أنا مدينةُ العلم وعليٌّ بابُهَا"، فقال: هذا مختَصَر، وإنما هو: "أنا مدينةُ العلم، وأبو بكرٍ أساسُها، وعُمر حيطانها، وعثمانُ سَقْفُها، وعليٌّ بابها"، قال: فسألوه أن يُخرج لهم إسنادَهُ فوَعَدَهم به.

قال الخطيب: سألته عن مولده فقال: ولدت بإسفَرايِيْنَ سنة ٣٧٥، قال: ومات في المحرم سنة ٤٤٨.

وقال أبو سَعْد بنُ السمعاني في "الأنساب": (٢) كان يقال له: كذَّابٌ ابنُ كذاب، ثم نَقَل عن عبد العزيز النَّخْشَبِي قال: وحَدَّث عن شافع بن أبي عَوانة، وأبي سعد بن أبي بكر الإِسماعيلي، والحاكم، والسُّلَمي، وأبي الفضل الخُزَاعي وغيرهم، وكان يَقُصُّ ويَكذِب، ولم يكن على وجهه سِيماءُ المتقين.

قال النَّخْشَبي: ودخلتُ على أبي نصر عُبيد الله بن سعيد السِّجزي بمكة فسألته عنه فقال: هذا كذَّابٌ ابنُ كذَّاب، لا يُكتَبُ عنه، ولا كرامة.

قال: وتبينت ذلك في حديثه وحديثِ أبيه، يُركِّبُ المتونَ الموضوعة على الأسانيد الصَّحيحة، ولم يكن موثوقًا به في الرواية.


(١) هكذا في ص ط ك د: "الحسن". وفي "تاريخ بغداد" و "مختصر تاريخ دمشق" ونسخة أ: "الحُسَين".
(٢) لم أهتد إلى موضع ذِكْره فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>