قلتُ: وفي "رجال الشيعة" لابن أبي طيّ بخطه: أن السيد ذَكر عن أبي خالد الكابُلي أنه كان يقول بإمامة ابن الحنفية، فقَدِمَ المدينةَ فرأى محمدًا يقول لعليّ بن الحُسَين: يا سيّدي، فسأله عن ذلك فقال: إنه حَاكَمني إلى الحجر الأسود، وزعم أنه يَنْطِق، فسرتُ معه إليه، فسمعتُ الحجر يقول: يا محمّد سَلِّم الأمرَ لابن أخيك فهو أحقّ به، فصار أبو خالدٍ من يومئذ إماميًّا، فلما بلغ ذلك السيِّد الحِمْيريّ، رَجَع عن الكَيْسَانة وصار إماميًّا.
ونَقَل المسعودي في "مُرُوج الذهب" أنه قال قصيدةً أولها:
تَجَعْفَرْتُ باسم اللهِ واللهُ أكبر …
قلت: وهذه القصَّة من تكاذيب الرَّافضة، وكذا ما ذكروه أنه قيل لجعفر: كيف تدعو للسيّد الحِمْيَرِي، وهو يشرَب المُسْكِر، ويَشتم أبا بكر وعمر، ويؤمن بالرَّجعة!؟ فقال: حدَّثني أبي، عن أبيه، أن مُحبِّي آلِ محمد لا يموتون إلَّا تائبين.
وفي "المنتظم" لابن الجوزي: أنه لما احتُضِر أخذه كَرْبٌ فجلس، فقال: اللهم هذا كان جَزَائي في حُبّ آل محمد، وما يتكلَّم إلى أن أفاق إفاقةً، ففتح عينيه فنظر إلى ناحية القِبلة فقال: يا أمير المؤمنين أتفعل هذا بوليِّك؟ قالها ثلاث مرات، فتجلَّى واللهِ في جَبِينه عِرْقُ بياض، فما زال يتَّسع ويَلبَسُ وجهَه، حتى صار كله كالبَرَد، فمات فأخذنا في جِهازه.
قلت: هذه حكاية مُختلقة، والمتَّهم بها هذا الرافضي (١)، وحفيدُه إسحاق لا أعرف حاله، وقد ذكرتُه عَقِب ترجمة إسحاق بن محمد النَّخَعي للتمييز.
(١) هو بشر بن عمار الخثعمي، كما سيأتي [١٤٩٣]. والقصة ليست بهذا السياق في "المنتظم" المطبوع.