للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَرفع أحدٌ منهم يديه إلَّا في تكبيرةِ الافتتاحِ وحدَها".

قال القاضي عِياض في "المَدَارك": فوَقَع في خطأ عظيم بَيِّن، منها (١): أن سَلَمة بن وَرْدان لم يَرْوِ عن الزهري. ومنها: أن الزهريَّ لم يَرْوِ عن الرَّبيع بن خُثَيم ولا رآه. ومنها: قولُه عن ابن مسعود: صلَّيتُ خلفَ عليّ بالكوفة خمسَ سنين، وقد مات ابنُ مسعودٍ في خلافة عُثمان بالإِجماع.

قلت: ومنها أنه ما صَلَّى خلف عُمَر وعثمان إلَّا قليلًا، لأنه كان في غالب دَوْلتهما بالكوفة، فهذا من وَضْعِ أَصْبَغ، انتهى.

والذي حكاه الذهبي عن بَلاغ أبي عَمْرو شيخِ المالكية، قد أسنَدَه ابنُ الفَرَضي في "تاريخه" فقال: سمعتُ محمد بن أحمد بن يحيى يقول: سمعتُ قاسم بن أصبغ: سمعتُ أصبغَ بن خليل يقول: لأَنْ يكون في تابُوتي رأسُ خِنْزِير، أحبُّ إليَّ من أن يكون "مسند ابنِ أبي شيبة".

قال ابن الفَرَضي: كان أصبغ بن خليل حافظًا للرأي على مذهب مالك، فقيهًا في الشروط، بصيرًا بالعقود، ودارت عليه الفُتيا، ولم يكن له علم بالحديث، ولا معرفةٌ بطُرُقه، بل كان يُعاديه ويُعادِي أصحابَهُ.

وبلغ من عَصَبِيَّتِهِ لرواية ابنِ القاسم، عن مالك تركَ رفع اليدين في الصلاة: أن افتَعَل حديثًا في تَرْك رفع اليدين، ووقف الناسُ على كذبه فيه، ثم ذَكَر الحديثَ الذي ذكره المصنِّف، وتكلَّم عليه بمثل ما تكلَّم به عِياض.

قال: وسمعتُ عبدَ الله بن محمد بن علي، سمعتُ قاسمَ بنَ أصبغ يدعو على أصبغ بن خليل ويقول: هو الذي حَرَمني السماعَ من بقِيّ بن مَخْلَد، وكان يَحُضّ أبي على أن يَنْهاني عن الاختلافِ إليه.

قال: وسمعتُ عبدَ اللّه بن محمد بن علي، حدثني مَنْ حضر مجلسه،


(١) في حاشية ص: "هكذا بخط الذهبي". قلت: وهو كذلك في "ترتيب المدارك".

<<  <  ج: ص:  >  >>