قلت: وقد كان بشر أُخِذَ في دولة الرشيد، وأوذي لأجل مقالته.
قال أحمد بن حنبل: سمعتُ عبد الرحمن بن مهدي أيام صُنع ببشرٍ ما صُنع يقول: مَنْ زعم أن الله لم يكلّم موسى يُستتاب، فإن تابَ وإلَّا ضربت عُنُقه.
وقال المَرُّوْذي: سمعت أبا عبد الله ذكر بشرًا فقال: كان أبوه يهوديًا، وكان بشر يَسْتغيثُ في مجلس أبي يوسف، فقال له أبو يوسف: لا تنتهي أو تُفْسِدَ خَشَبةً، يعني تُصْلَب.
وقال قتيبة بن سعيد: بشر المريسي كافرٌ.
وقال يزيد بن هارون: ألا أحدٌ مِنْ فتيانكم يَفْتِكُ به.
وقال البُوَيطي: سمعت الشافعي يقول: ناظرت المَرِيسيَّ في القُرْعَة، فذكرت له فيها حديثَ عِمران بن حُصَين فقال: هذا قِمارٌ، فأتيت أبا البَخْتَري القاضي، فحَكَيت له ذلك فقال: يا أبا عبد الله، شاهدًا آخرَ وأَصْلُبَه.
مات سنة ٢١٨.
قال الخطيب: حُكي عنه أقوال شَنِعَة، أساء أهلُ العلم قولَهم فيه، وكفَّره أكثرهم لأجلها، وأسنَدَ من الحديث شيئًا يسيرًا.
قال أبو زُرْعة الرازي: بشر المريسي زِنْدِيق.
وقد سرد أبو بكرٍ الخطيبُ ترجمة بشر في ستّ ورقات، فلم أنشَطْ لإِيرادها بكمالها، وكان من أبناء سبعين سنة، انتهى.
قال العِجْليُّ: رأيته مرةً واحدة شيخًا قصيرًا، دميمَ المنظر، وَسِخ الثياب، وافر الشعر، أشبهَ شيءٍ باليهود.
وقال الأزدي: زائغ، صاحبُ رأي، لا يقبل له قول، لا يُخرج حديثه، ولا كرامة، إذ كان عندنا على غير طريقة الإِسلام.