وقال صاحب "الحافل": ليس بأهلٍ أن يُذْكَر مع أهل الحديث.
وكان إبراهيم بن المهدي لما غَلَب على الخلافة ببغداد، حَبَس بشرًا، وجمع الفقهاءَ على مناظرته في بدعته، فقالوا له: استَتِبْهُ، فإن تابَ وإلَّا فاضرب عُنُقه. ذكر ذلك ابن أبي حاتم في كتاب "الرد على الجهمية".
وذكر من وجه آخر، أن ذلك كان في سنة ٢٠٢. وزاد، أنه نودي عليه في الجامع، قال: وكان قَبَض عليه هَرْثمةُ في سنة ثمان وتسعين هو وإبراهيمَ بن إسماعيل بن عُلية، فاختفى هو، وهرب إبراهيمُ بمصر.
وقال يزيد بن هارون: بشر كافرٌ، حلالُ الدم.
وأسند عبد الله بن أحمد في كتاب "السنَّة" عن هارون الرشيد أنه قال: بلغني أن بشرًا يقول: القرآنُ مخلوق، عليَّ إن أظفرني الله به أن أقتله، ونُقِل عنه أنه كان يُنكِر عذابَ القبر وسؤالَ الملكين والصراطَ والميزان.
وساق الخطيب بسند له إلى علي بن ظِبْيَان (١) قال: قال لي بشر: القولُ قولُ مَنْ قال بأن القرآن غير مخلوق، قال: فقلت له: ارجع، قال: كيف أرجعُ وقد قلته منذ أربعين سنة، ووضعت فيه الكُتُبَ والحُجَج!
ومن طريق الحسن بن عَمْرو المروزي، سمعت بشر بن الحارث يقول: جاء موتُ المريسي وأنا في السُّوق، فلولا أنه ليس موضعَ سجود، لسجدتُ شكرًا.
(١) بكسر الظاء المعجمة وباء موحدة ساكنة ضبطه هكذا الذهبي في "المشتبه " تبعًا لعبد الغني الأزدي وابن ماكولا. وأهلُ اللغة يضبطونه بفتح الظاء لا غير، وجزم به ابن ناصر الدين وابن نقطة. انظر "الموْتلف" للدارقطني ٣: ١٤٨٥، و"المؤتلف" لعبد الغني ٨٣، و "الإِكمال" ٥: ٢٤٧، و "تكملة الإِكمال" ٤: ٣٦، و"المشتبه" ٤٢٥، و"توضيح المشتبه" ٦: ٤٧، و "تبصير المنتبه" ٣: ٨٨٠.