كنت أتولَّى لهم الانتخابَ، فإذا مر بي حديثٌ غريب، قصدتُ الشيخ وَحْدي فأسأله عنه.
وقال أيضًا: سمعت الزُّبير بن عبد الله يقول: سمعت أبا تُراب محمد بن إسحاق الموصلي يقول: سمعت المَعْمري يقول: أما تعجبون من موسى بن هارون، يطلب لي متابِعًا في أحاديث خَصَّتْني بها الشيوخُ وقطعتُها من كتبهم!
روى عنه ابن صاعِد، وأبو عَوَانة الإسفرايني، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن مخلد، وأبو حامد بن الشَّرْقي، والنجَّاد، وأحمد بن محمد الحدَّاد المعروف ببُكير، والطبراني، وحبيب بن الحسن القَزَّاز وآخرون.
قال الخطيب: كان من أوعية العلم، يُذكر بالفهم، ويوصَف بالحفظ، في حديثه غرائبُ وأشياء ينفرد بها.
وقال أحمد بن كامل القاضي: أربعةٌ كنت أحبّ بقاءهم: أبو جعفر الطبري، والبَرْبَري، والمَعْمَري، وأبو عبد الله بن أبي خيثمة، فما رأيت أفهم ولا أحفظ منهم.
البَرْبري هو: محمد بن موسى بن حَمَّاد.
وقال ابن كامل أيضًا: كان في الحديث وجمعِهِ وتصنيفِه إمامًا ثابتًا، وقد كان وُلِّي القضاء نيابةً عن البِرْتي.
وقال ابن عدي: سمعتُ ابن سعيد يقول، يعني ابنَ عقدة، سألت عبد الله بن أحمد بن حنبل عن المَعْمري فقال: لا يتعمّد الكذب، ولكن أحسَبُه أنه صَحِب قومًا يوصلون الحديث.
وقال أحمد بن حَمْدان الحِيري: سألت عُبيدًا العِجْلَ (١) عن حديثٍ بحضرة المَعْمَري فقال: لا أحدّث بحضرة هذا الشيخ.
(١) جاء في حاشية ص: "اسمه حسين، وعُبيد والعِجْل: لَقَبان له".