عبد الله بن محمد، حدثنا أبو سعيد البصري قال: مررت بالبصرة، فإذا الناس مجتمعون في مَنْخَلِ طَحَّان، فنظرتُ كما ينظر الغِلمان، فإذا شيخٌ فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا خِراش خادمُ أنس، له مئة وثلاثون سنة (١).
قال: فزَحَمْت الناس ودخلت وهم يكتبون عنه، فأخذت قَلَمًا من يد رجل، وكتبتُ هذه الثلاثة عشر حديثًا في أسفل نعليَّ، وذلك في سنة ٢٢٢، وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
وروي بسند الصِّحاح، أن يهوديًّا أتى أبا بكرٍ فقال: والذي بعث موسى إني لأحبك، فلم يرفع أبو بكر رأسًا تهاوُنًا باليهودي، فهبط جبريل على النبي ﷺ فقال: إن العَليّ الأعلى يقول لك: قُل لليهودي: إن الله قد أحادَ عنك النار، فأَحضَر اليهوديَّ فحدَّثه فأسلَم … الحديث.
ابن عدي: حدثنا الحسن، حدثنا كامل بن طلحة ولُؤلؤ قالا: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا:"ما أحسن الله خَلْقَ رجلٍ وخُلُقَه فتَطْعَمَه النار".
قال: وحدثنا قال: حدثنا كامل، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا المقبُري، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إن في السماء ثمانين ألفَ ملك يستغفرون لمن أحب أبا بكرٍ وعُمر، وثمانين ألفًا يَلْعنون من أبغضهما". ويرويه شيخٌ مجهول، وهو أبو عبد الله السَّمرقندي الزاهد، عن ابن لَهيعة.
وقد رواه أبو حفص الكتاني ثقةٌ، عن العَدَوي، حدثنا طالوت بن عباد، حدثنا الرَّبيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة مرفوعًا:"في السَّماء ثمانون ألفَ ألفِ مَلَك، يستغفرون لمن أحبَّ أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانون ألفَ ألفِ ملك، يلعنون من أبغضهما".
(١) جاء في حاشية ص: "رواها ابن عدي فقال: مئة وثمانون. وهو أشبه". انتهى. قلت: وفي "الكامل" المطبوع: مئة وثلاثون كما هو هنا.