قلت: وقد جزم الحاكم كما تقدَّم بأنه سمعه منه، وكذلك جزم أبو نعيم في "تاريخه" بذلك وقال: كان صاحبَ أصول، ومن تصانيفه كتابُه الذي سمَّاه "الأحكام".
قال لي شيخُنا أبو الفضل العراقي: أحاديثُه أحاديثُ "جامع الترمذي" وأبوابه أبوابُه، وكلامُه على الأحاديث كلامُه، وربما شاركه في شيوخه، وكأنه مُسْتَخْرَج عليه.
قلت: وقفت على الكتاب المذكور، وهو كما قال شيخُنا، إلَّا أنه يقول عَقِب كلّ حديث حيث يتكلَّم عليه: يقال: هذا حديث حَسَن، يقال: هذا حديث حَسَن صحيح، وما أشبه ذلك، ولا يجزمُ بشيء، وهذا يُقَوِّي ما ظنَّه شيخُنا من أنه مستَخْرَج على "جامع الترمذي".
وتعلَّق مُغْلَطاي على قول بعضهم: إن أبا حاتم روى عنه شيئًا، فصار إذا ذكره يقول:"قال أبو علي الطوسي شيخُ أبي حاتم الرازي"، والواقع أن أبا حاتمٍ في عداد شيوخ الطوسي، وإنما روى عنه كما يروي الكبيرُ عن الصغير.
وقال الرافعي في "التدوين": رأيتُ بخط هبة الله بن زاذان، أنه كان يُعرف بصاحب الزُّبير، وأنه كان يُدْعى أسدُ السنة.
وقال الخليلي: سمعت محمد بن سليمان بن يزيد يقول: سمعت الحسن بن علي الطوسى يقول: سمعت زياد بن أيوب يقول: سمعت بشر بن الحارث الحافي يقول: يا أصحابَ الحديث، أدُّوا زكاةَ الحديث، أَنْ تعملوا من كل مئتي حديثٍ بخمسة.
قال أبو علي الطوسي: كتب عني أبو حاتم الرازي هذه الحكاية.
وعن عبد الرحمن الأنماطي: رأيتُ جعفرًا الكرابيسيَّ يُجِلّ أبا علي، ويَحْمَد أمره.