وجُل اعتماده في كتاب "الأباطيل" على المتقدّمين إلى عهد ابن حبان، وأما من تأخر عنه فيُعلّ الحديث بأن رواته مجاهيل، وقد يكون أكثرُهم مشاهير.
وجُوْزَقان، بضم الجيم، وسكون الواو، وبعدها زاي، ثم قاف، بلدة من نواحي هَمَذان، ضبطه ابن السَّمْعاني، وذكر من أهلها واحدًا، ولم يذكر صاحبَ الترجمة لتأخّره.
وقد ذكره ابن النجار في "الذيل" فقال: روى عن عبد الرحمن بن حَمْد الدُّوني، وإسماعيل بن أبي صالح، وشِيْرُويه، ويحيى بن مَنْده، ومحمد بن طاهر وآخرين. روى عنه ابن أخيه بُخَيت بن غانم الطيَّان، وعبد الرزاق بن الجِيْلي، وغيرهما.
قال ابن النجار: كتب وحَصَّل وصنف عدةَ كتب في علم الحديث، منها كتاب "الموضوعات" أجادَ تصنيفه. انتهى.
وقال المصنِّف في "طبقات الحفاظ": الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر" الهَمَذاني، مصنِّف كتاب "الأباطيل"، وهو محتو على أحاديثَ موضوعة وواهية، طالعتُه واستفدتُ منه، مع أوهامٍ فيه، وقد بيَّنَ بطلانَ أحاديث واهية، بمعارضة أحاديث صحاح لها. انتهى.
وهذا موضوعُ كتابه، لأنه سماه "الأباطيل والمناكير والصِّحاح والمشاهير". ويذكر الحديثَ الواهي، ويبين علّته، ثم يقولُ: بابٌ في خلاف ذلك، فيذكر حديثًا صحيحًا ظاهِرُه يعارض الذي قبله، وعليه في كثيرٍ منه مُناقشات، والله أعلم بالصواب.
قلت: ومن قصوره أنه أورد في كتاب الزينة حديثَ ابن عمر رفعه: في لُبْس الخاتمَ في اليمين، وفيه أنه لم يَزَلْ في يد عثمان حتى كان يومُ الدار، فذهب لا يُدْرى أين ذهب.