ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلَّم في أحمد: لَعَنه وقال: ما أحوجَه إلى أن يُضرب، وكان يقول: القرآنُ كلام الله غير مخلوق، ولفظي به مخلوق.
فإن عَنَى التلفُّظ فهذا جيد، فإن أفعالَنَا مخلوقة، وإن قَصَد الملفوظ بأنه مخلوق، فهذا الذي أنكره أحمدُ والسلف، وعدُّوه تجهّمًا، ومَقَت الناسُ حُسَينًا لكونه تكلَّم في أحمد.
مات سنة ٢٤٥، انتهى.
وذكره ابن عدي، ونقل عن أحمد بن أبي يحيى، سمعت مَنْ سأل أحمدَ عن الكَرَابيسي وقيل: إنه يزعم أنه كان يُناظرك عند الشافعي، وكان معكم عند يعقوب بن إبراهيم بن سعد فقال: لا أعرفه بالحديث ولا بغيره.
قال: وسمعت محمد بن الحسن بن بَدِيْنَا، سألت أحمد فقلت: إني رجل من أهل الموصل، وقد وقعَتْ فيهم مسألةُ اللفظ عن الكرابيسي، ففَتَنَتْهُم، فقال: إياك إياك، أربعًا، لا تكلِّم الكَرَابيسي، ولا تكلِّم من يكلمه.
قال: وحدثنا أحمدُ بنُ الحسن الكَرْخي صاحبُ الكرابيسي، وكانت كُتُبُ الكرابيسي عنده سماعًا منه، فذَكَر قصة ثم قال: حدثنا أحمد بن الحسن، حدثنا الكرابيسي، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا عبد الملك، عن عطاء، عن الزهري رفعه:"إذا وَلَغ الكلب في إناء أحدكم فليُهْرقه، وليغسله ثلاث مرات".
ثم أخرجه ابن عدي من طريق عُمر بن شَبَّة، عن إسحاق موقوفًا ثم قال: تفرَّد الكرابيسيُّ برفعه، وللكرابيسي كتبٌ مصنفة ذكر فيها الاختلاف، وكان حافظًا لها، ولم أجد له منكرًا غير ما ذكرت، والذي حَمَل أحمدَ عليه كلامُه في القرآن.
قال: وقد سمعت محمد بن عبد الله الشافعي، يعني أبا بكر الصيرفي يقول للمتعلِّمين لمذهب الشافعي: اعتبروا بهذين النَّفْسَين، الكرابيسيّ وأبي ثور،