للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأربعين ومئة، وأصله من الكوفة، وتعاطى في أول أمره الأدب حتى مهر فيه، وقال الشعر الفائق.

وله رواية عن مالك، وشريك، والواقدي، والمأمون، وعلي بن موسى الرضا، ويقال: إن له رواية عن شعبة والثوري.

وروى عنه أخوه علي بن علي، ومحمد بن موسى الترمذي، وأحمد بن أبي دُؤاد، وغيرهم.

وقال ابن خلِّكان: كان شاعرًا مُجيدًا، إلَّا أنه كان بذيء اللسان، مُولَعًا بالهجو، هجا الخلفاء فمن دونهم، وطال عمره، فكان يقول: لي ثلاثون سنة أحملُ خشبة على كتفي، ما أجد من يَصْلُبني عليها.

وذكر ابن المعتز عن الترمذي قال: قيل لابن الزيات: لم لا تجيب دِعبلا عن القصيدة التي هجاك بها؟ فقال: وكُلّ من قال: خشبتي عليَّ (١) يُبالَى ما قال، أو قيل له؟.

وهو القائل:

لا تَعْجَبي يا سَلْمُ من رجلٍ … ضَحِك المَشِيبُ برأسِه فبَكَى

وقال في السّلُوّ:

غَشَشْتَ الهوى حتى تداعَتْ أصولُه … بنا، وابتَذَلْتَ الوَصْلَ حتى تقطَّعا

وهَبْك يميني استأكلَتْ فقطعتُها … وصبَّرتُ قلبي بعدها فتشجَّعَا

وقال في المدح:

كلُّ الندَى إلَّا نَدَاكَ تَكَلُّفٌ … لم أرضَ غيرَكَ كائنًا مَنْ كانا

أصلَحْتَني بالبِرِّ، بَلْ أفسَدْتَني … وتركتَنِي أتسخَّطُ الإِحسانا


(١) في ط: "خشبتي على كتفي".

<<  <  ج: ص:  >  >>